Lebanon On Time –
لا تشهد طرابلس تحرّكات ونشاطات “مشجّعة” على المستوى البلديّ على الرّغم من اقتراب موعد الاستحقاق الشهر المقبل، إذْ يستمرّ التخبّط أو “الضياع” حول ماهية اللوائح المشاركة في الانتخابات وتفاصيلها. ووسط الكثير من الفرضيات التي تُطرح حول عدد اللوائح وصورة داعميها سياسياً أو مدنياً، ينتقد أبناء المدينة الأجواء الانتخابية التي لم تُسفر حتّى اللحظة عن تشكيل لوائح محدّدة خلافاً للكثير من الأقضية، المدن أو القرى التي حدّدت توجّهاتها ولم يُخفِ سياسيّ فيها دعمه لها بصورةٍ مباشرة.
الصورة “البلديّة” حتّى اللحظة في عاصمة الشمال ما زالت مبهمة وغامضة، وازدادت غموضاً مع اتخاذ الرّئيس السابق نجيب ميقاتي وتيّار “المستقبل” القرار بعدم التدخل في هذا المعترك السياسيّ، مع العلم أنّهما يُشكّلان “زعامة” وقاعدة شعبية في المدينة، لكنّ لسان حال الطرابلسيين، يُؤكّد أنّ المدينة على موعدٍ مع إصدار أكثر من ثلاث لوائح، وقد تصل إلى أربع، بيْن سياسية وأخرى مدنية، وفي ظلّ تكثيف الاتصالات وزيارات الطامحين لرئاسة المجلس البلديّ إلى أبرز القوى السياسية شمالاً، تُشدّد الأوساط الطرابلسيّة عبر “لبنان الكبير” على أهمّية تخلّص بعض السياسيين والفعاليات شمالاً من “المراوحة” التي كانت تنتظر تأجيل الانتخابات الذي اعتُبر بمثابة “قارب إنقاذ ونجاة” له، والتركيز حالياً على الخروج من عنق الزجاجة، والتوصّل إلى لوائح مكتملة أو إلى التوافقٍ المطروح منذ فترة على رئيس البلدية “الجامع”، مع أنّ الكثير من النّاشطين يُؤكّد أنّ الأسماء المطروحة لرئاسة البلدية تستهدف إحداث “فقاعة” سياسية.
أمّا الأوساط الطرابلسيّة، فترى أنّ الجمود السياسيّ في المدينة يأتي “ظاهرياً”، لكن في المضمون، بدأت خلية النّحل الانتخابية عملها منذ فترة وستُكثّفه قبل حلول الانتخابات بعشرة أيّام تقريباً، لكنّها حتّى اللحظة، لم تحسم خياراتها (إلّا باختيار عدد من الأعضاء)، وفي وقتٍ يُعلن فيه بعض النواب رغبته في التوافق وعدم دعم أيّ مرشح خلافاً للوقائع، دخل “الشقّ” الآخر من السياسيين مرحلة الصمت الانتخابيّ، وتحديداً الدّاعمون للمجتمع المدنيّ والمستقلّ الذي يُراهنون عليه، “من هنا، فإنّ السياسيين في طرابلس، يتعاملون مع المعركة بحذر لأنّها ستُحدّد معالم النيابة الطرابلسيّة لاحقاً، ما يدفع بعضهم إلى دعم المختارين، أو عدم الاعتراف بأيّة لائحة أو عضو يخرج من رحم النّظام السوريّ السابق”.
مصدر يؤكد لـ “لبنان الكبير” تشكيل لائحة مدنية تُدعى “لائحة إنقاذ طرابلس”، و”بغياب أيّة لائحة معلنة بصورة مباشرة، لا نخفي الضغط الذي يُواجهه المرشح في معركةٍ تُعدّ الأقوى والأثقل في لبنان، وتدفع الكثير من الناشطين أو الصحافيين إلى الحديث عن تحالف سياسيّ يشمل النّائب أشرف ريفي، فيصل كرامي (مع النّائب طه ناجي أيّ المشاريع)، وتتم فبركة أن النائب إيهاب مطر ضمن هذا التحالف”، لكنّ حسب مصادر موقع “لبنان الكبير”، فإنّ النّائب مطر لم ينخرط في أيّ تحالف سياسيّ لا من قريب ولا من بعيد منذ دخوله عالم السياسة، لا على مستوى طرابلس ولا حتى على مستوى كل لبنان، وبالتالي لا يد له في التحالف القائم بين ريفي وكرامي، فصحيح أنّه يستقبل كل من دق بابه لكنّه يرفض الاصطفاف السياسيّ في الاستحقاق الديموقراطيّ، ومن يعرفه جيّداً يُدرك أنّه يدعم المجتمع المدنيّ والكفاءات لا السياسة، وهو لم يُعلن تحالفه أو دعمه لأحد، مع أنّه كان يدعم أيّ توافق يُسهم في مساعدة المدينة سابقاً، لكن لا في الانتخابات التي يتعامل معها بأسس الاستقلالية، وكان أعلن هذا التوجّه مراراً، لكنّنا نرصد إصرار البعض على زجّ اسمه في تحالفات لا تُشبهه أو في مشاريع مالية كحديث بعض الصحافيين عن أمواله التي صرفها أو يصرفها في هذا الاستحقاق… وكلّها تخمينات خيالية، وهي فعلاً من نسج الخيال.