جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / سامر كبّارة..إن حكى!
images (3)

سامر كبّارة..إن حكى!

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه:
هل ما يقوله السياسي الشمالي الشاب سامر كبّارة، في سلسلة مواقف تصاعديّة، “مفاجئ”، أو أنّه يأتي في سياق مغاير أو معاكس لسيرته الذاتيّة، أو لمواقفه ووقفاته في المحطّات المفصليّة، أو حتّى من خارج “التأسيس” الذي افتتحه ذات مرّة – على صعيد تحوّلات مدينة طرابلس السياسية والبلدية – والده المهندس الراحل طارق كبّارة؟
لنبدأ بالتسلسل في الإجابة الهادئة على التساؤلات “نقطة نقطة”، ونستنتج، بما يمكن للقارئ والمتابع أن يستنتجه، أيضاً:
عن “المفاجأة” يمكن القبول بذلك، خاصّة وأنّ كبّارة على مصاهرة مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ما يجعل مواقفه العالية السقف محطّ تساؤل والتباس:أهو يعبّر عن مواقف مستقلّة..أو يعكس ما يمكن أن يدور في أروقة عين التينة الضيّقة؟ من حقّ الناس أن تفتح منافذ الإستفسار والإسترسال في البحث والتدقيق، ولكن بالتأكيد ليس على طريقة السيّدة بشرى الخليل التي تصرّ على استحضار عداوات الماضي الجنوبي السحيق، ما يجعل ردّات فعلها أو تعليقاتها بما يشبه “الردود الجاهزة المعلّبة”، وبالتالي غير صالحة للإحتكام إليها أو إلى اعتبارها المرجع الصالح لتقويم أيّ من مواقف السياسي الشاب!
وبعيداً عن ثنائية “المفاجأة ونموذج الخليل..” لا بدّ من الإحتكام إلى السيرة النضاليّة الذاتية للناشط كبارة، حيث أنّ حاضره يتماهى، دون لُبس أو غموض، مع ماضيه القريب والبعيد، بما فيه “ماضي” الوالد طارق كبّارة الذي سجّل، مع مجموعة من شباب “المفتاح”، علامة فارقة في تاريخ طرابلس السياسي والبلدي الحديث، من حيث التصدّي العلني لهيمنة الإقطاع المحلّي مدعوماً من سلطة الحلّ والربط آنذاك، ومن حيث الجرأة على الإفتراق السياسي (لا الشخصي) عن أقرب المقرّبين، في معركة بلدية طاحنة وُصفت بالأقوى والألمع!
وبالتالي، كيف دخل سامر كبارة في السياسة، أو على حدّ بلاغة وقلق الشاعر الفلسطيني محمود درويش “من أين أدخل في الوطن”؟
في بدايات العام 2000 سجّل مواقف معارضة للوجود السوري في لبنان، حين كان للإعتراض “ثمن غالي”، وذلك خلافاً لسياسة البيئة السياسية المحيطة به، والتي كانت تجاري واقع هيمنة دمشق على لبنان عموماً، وعلى طرابلس بشكل خاص..وهو من أوائل من حمل العلم اللبناني في الساحات اللبنانية أبّان “ثورة الأرز” التي أنجزت خروج الجيش السوري من البلد، وفرضت نشوء المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباقي الشهداء..وهو الذي انتفض مع جيل 17 تشرين، رائداً في فتح ملفّات الهدر والفساد في مواجهة تكاتف وتحالف 8 و14 آذار حينما استشعروا بالخطر المشترك الذي كاد يهدّد نظام المحاصصة القائم..وهو الذي بادر إلى الترشح ضدّ “إجماع” السلطة على استسهال تجديد البيعة للنائب ديما جمالي في الإنتخابات الفرعية التي أُقيمت جرّاء الطعن بنيابتها من قبل المجلس الدستوري..وهو الذي يلاحق ملفّات المدينة، من وزير إلى مسؤول إلى قضيّة كموضوع عدّادات المولّدات الكهربائية مثلاً، ما يعكس اهتمامه غير المنقطع بشؤون وشجون الناس، ما قبل وما بعد مواعيد الإستحقاقات الإنتخابية الدوريّة..وهو – وهنا النقلة النوعية غير المعهودة – الذي نادى بأعلى صوته:”يا خامنئي..” للكفّ الإيراني عن العبث بالداخل اللبناني وفي قرارات الحرب والسلم والتدخّلات السافرة في الشؤون الداخلية، وصولاً إلى حصريّة السلاح (مقاوم أو غير مقاوم) في إمرة الجيش اللبناني!
سامر كبّارة، إن حكى، إنّما هو، لا أكثر ولا أقلّ، يستكمل ما قد بدأه منذ نعومة دخوله في المعترك السياسي – الإنتخابي، ليس إلّا!