جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ارتدادات الحرب بين إسرائيل وحزب الله على لبنان: اقتصاد ينهار وشعب يتألم
9fd621a1-16b9-480f-a637-f2d994b7bf6f_16x9_1200x676

ارتدادات الحرب بين إسرائيل وحزب الله على لبنان: اقتصاد ينهار وشعب يتألم

Lebanon On Time _ خالد أبو شام

منذ اندلاع الحرب بين العدو الإسرائيلي وحزب الله، يعيش لبنان تحت وطأة ضغوط هائلة، فإلى جانب معاناة الشعب من الأزمات السياسية والاقتصادية المستمرة، تأتي الحرب لتزيد من تعقيد الأوضاع وتفاقم المعاناة، حيث يتعدى تأثير هذه الحرب ساحة المعركة، ليمس جوانب الحياة المختلفة، من الاقتصاد إلى الاستقرار الاجتماعي والإنساني.

تتعرض المدن والقرى الحدودية في جنوب لبنان لقصف مستمر مع استمرار الحرب، مما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وهذا الدمار لا يقتصر على المباني السكنية فحسب، بل يمتد ليشمل الطرق، والمرافق الأخرى، ما يعزل العديد من المناطق ويزيد من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية.
تأتي الحرب اليوم في وقت يعاني فيه الاقتصاد اللبناني من انهيار شامل، فالبنوك مغلقة، و العملة المحلية فقدت قيمتها، والبطالة في أعلى مستوياتها، واستمرار الصراع يزيد من هروب الاستثمارات وتفاقم العجز الحكومي. بالإضافة إلى ذلك، فقد تعطل العديد من القطاعات الحيوية مثل السياحة والزراعة بسبب القصف والحصار، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الإيرادات الوطنية.
ثم يأتي النزوح الجماعي للسكان من المناطق الحدودية باتجاه المدن الكبرى مثل بعض مناطق بيروت وطرابلس والشمال عموما ليضيف ضغطاً كبيراً على البنية التحتية والخدمات العامة التي كانت بالفعل مثقلة بالأزمات، حيث يزيد ارتفاع عدد النازحين من الطلب على السكن، الطعام، والخدمات الصحية، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص في الموارد وتدهور الخدمات.
تؤدي الحرب الدائرة الآن إلى تصاعد التوترات السياسية الداخلية في لبنان، فقد بدت الانقسامات بين الأحزاب السياسية حول موقفها من الصراع مع إسرائيل وحزب الله تزيد من صعوبة الوصول إلى توافق سياسي، وهذه الانقسامات تضعف المؤسسات الحكومية وتعرقل تشكيل سياسات فاعلة للخروج من الأزمة، ما يترك البلاد في حالة من الجمود السياسي.

إن الحرب بين العدو الإسرائيلي وحزب الله تشكل كارثة إضافية بالنسبة للبنان، الذي يمر بأزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة، حيث تتجاوز آثار الحرب مجرد المواجهات العسكرية، إذ تمتد إلى جميع جوانب الحياة في البلاد، فمن الضروري أن يسعى المجتمع الدولي والأطراف المحلية إلى إيجاد حل سياسي يوقف دوامة العنف وينقذ لبنان من مستقبل مجهول مليء بالمخاطر.