Lebanon On Time –
شراكة وتعاون بين تجمع فيحاؤنا – ثقافة لكل الأزمان، وجمعية تراث طرابلس- لبنان ونادي باخوس الإجتماعي في زحلة ومجلس قضاء زحلة الثقافي إستضاف مركز الصفدي الثقافي الأمسية الموسيقية لمناسبة يوم الموسيقى الذي تم خلاله الإضاءة على عدد من أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم وسط حضور لفاعليات ثقافية وفنية وإجتماعية.
الدكتورة نادين العلي
البداية كانت مع النشيد الوطني اللبناني، وكلمة ترحيبية من الدكتورة نادين العلي باسم مركز الصفدي الثقافي الذي نشهد فيه نشاطاً ثقافياً عنوانه الأصالة ومضمونه الإخلاص للفن الراقي، الذي يُضفي على هذه الأمسية رونقاً خاصاً، فنستمع إلى روائع السيدة أم كلثوم، فنُجدد ارتباطنا بجذورنا ونؤكد أن الموسيقى هي لغة الروح والجسر الذي يربط بين الأجيال والثقافات، مشكّلةً أداةً قويةً للتواصل والتفاهم ونقل هذا الإرث الثقافي للأجيال القادمة، محافظين على نبض الموسيقى العربية في قلوبنا وعقولنا.
الدكتورة جومانة شهال تدمري
وتحدثت الدكتورة جومانة شهال تدمري رئيسة جمعية تراث طرابلس- لبنان فأشارت الى أن الجمعية منذ تأسيسها “تولي هذه الفعالية إهتمامها وهي التي بالإستناد الى مد الجسور بين الثقافات عملت على نقل كورال الفيحاء وفرقة السبع طقات ليتم عرض ابداعاتهما في معهد العالم العربي”.
وقالت:” لكم كنا نتمنى أن تحظى طرابلس بهذه المناسبة وبالتحديد في هذه السنة كونها عاصمة الثقافة العربية وان إحتفالنا بالسيدة أم كلثوم هو تكريم لثقافتنا وإنتمائنا لهويتنا وتراثنا”.
وأثنت الشهال تدمري على علاقات التعاون التي ” تشد جمعية تراث طرابلس- لبنان الى “تجمع فيحاؤنا” باعتبارها منصة فاعلة تضع طرابلس من خلال أنشطتها المتنوعة على الخارطة الثقافية والفنية لبنانيا وعربياً ودولياً. وتعزز حركة التثاقف بين الحضارات على مدى الأزمان”.
السيدة كلويه فاخوري قازان
وكان للسيدة كلويه فاخوري قازان مؤسسة ورئيسة نادي باخوس الاجتماعي أشارت فيها الى أن النادي قد تأسس بعد انفجار مرفأ بيروت، في لحظة كانت فيها أنقاض المنازل المدمرة تحمل أوزان المصائر المحطمة. هذه الفترة المظلمة أوجدت فينا رؤية فنية وإنسانية استثنائية، تغذيها الرغبة في تحويل الألم إلى تناغم، والأنقاض إلى ألحان حية”.
ولفتت:” إن ترويج الثقافة الموسيقية هو جوهر مهمتنا. نحن نسعى إلى إقامة حفلات وأحداث تتجاوز الاستماع السلبي لتشرك جمهورنا ذهنيًا وعاطفيًا. كل أداء يصبح فرصة للتعليم، ومشاركة القصص، والاحتفال بالتنوع الموسيقي الذي يثري حياتنا”.
وختمت :” حفلاتنا تقام في أماكن فريدة من نوعها، محملة بالأصالة مثل المتاحف، الحمامات، البلديات، القصور، وأماكن أخرى ذات طابع خاص. كل مكان يصبح إطارًا لسمفونية تتجاوز الحدود المادية لتلتقط جوهر تاريخه ومعناه ، ونحن نسعى للإجابة على الأزمات من خلال الفن والثقافة. مؤمنين بشدة أن التعبير الفني يمكن أن يكون بلسماً لجروح مجتمعنا سواء كان ذلك في مواجهة الأزمات الإنسانية أو التحديات الاجتماعية، نحن ملتزمون بتقديم مساهمتنا الفنية لإلهام الأمل، والتفاهم، والمرونة”.
الأستاذ مارون نخول
وكانت في المناسبة كلمة ألقاها الأستاذ مارون نخول رئيس المجلس الثقافي في قضاء زحلة وجاء فيها:
جئنا اليكِ طرابلسَ المينا الهوى
نرمي الشراعَ على جبالٍِ من طيوبٔ..
لا يفرغُ الكأسُ المراقُ على الثرى
في سحرِ موجٍ طافَ في ذهبِ الغروبٰ..
نلتقي اليومَ في عاصمةٍ برّاقةٍ كسبائكِ الذّهبِ على مرفقِ قاربٍ شاعريٍّ يفردُ ذراعيه، ويبحرُ في تاريخِ الحضارةِ الراقية، حيث بنى الفينيقيّونَ الأوائلُ قِلاعَ صمودِهم، وهندسوا ممالكَهم بعطرِ الحرفِ وسرِّ الاستكشاف، في حضنِ العاصمةِ الثقافيّةِ طرابلس الأبيّة، التي لوُحت بكرامتِها في وجهِ العاصفةِ الخرقاء، ولم تدكَ هامتَها خطوبُ الدهرِ وتقلّباتُ المِحن، طرابلس الشعرُ والأدبُ والفنُّ والموسيقى،، تلكَ التي لم يغيّبٰها التاريخُ عن أيٍّ من فصولِه، وحملَ بحرُها مواويلَ الشوقِ وزغردةَ الحنين.
جئناك طرابلس من زحلة لنجتمعَ على أوتارٍ جيّاشةٍ بالعاطفة، تخفقُ ببصماتِ الفنِّ الأصيل، لحنجرةِ البلبلِ الشادي أمّ كلثوم.
ولعلّنا نسألُ أنفسَنا ما الذي خلّدَ أمَّ كلثوم رغم مرورِ الزمنِ وتوالي الأجيال، فتبرزُ بطلّتِها في مخيّلتِنا كالفراشةِ الباحثةِ عن الضوء، تشدُّها أنغامُ الموسيقى وتحرِكُها أغصانُ الكلمات، فندركُ بأنَّ إحساسَها الصادقَ قد التحمَ بأعماقِنا، وبثٌَ فيها شجواً وشدواً وأحلاماً تضيقُ بمدلولِها فتشهقُ بالآهِ معانقةً حضنَ السماء.
وقد تنوّعت أغاني أم كلثوم، بين العاطفةِ والخيال، والوطنيّةِ والعروبة، وامتدّت لنصفِ قرن. وقد وقعَ في سحرِ حبّها كما فنِّها الكثيرون وكان أبرزَهم الشاعرُ أحمد رامي الذي التقت به عندما كانت في بداياتِها.
ام كلثوم كانت خفيفة الظل، تتحرك بهدوء دون لفت الأنظار، لكن عقلها كان سريع البداهة، حاضراً دائماً بالنكت والملاحظات الذكية التي تسكب بلطف وخفة دون أن تتكلف أو تستعرض. كان لديها القدرة على رؤية الجوانب المضحكة في المواقف العادية، وإدخال السعادة والبهجة على من حولها بملاحظاتها الدقيقة وردود فعلها السريعة وخفة روحها.
وتوجه ختاماً بشكره الى “فيحاؤنا” حاضرة الثقافة لكل الازمان وتراث طرابلس لبنان للروحِ، داعياً أن تبقى طرابلسُ مدينةَ الأحلامِ المتّكئةِ على كتفِ الفنونِ العريقة”..
“الفتلة المولوية”
والجدير بالذكر أن هذه الإحتفالية قد رافقتها وصلة “الفتلة المولوية” التي نالت إعجاب الحاضرين واذهلتهم هذه الطريقة الصوفية التي تمتاز بها مدينة طرابلس وتحتضنها منذ زمن بعيد.