Lebanon On Time _ خالد أبو شام
يبدو أن احتمالية الحرب بين إسرائيل وحزب الله هي اليوم جدّية أكثر من أي وقت مضى، مع ازدياد مستوى التوتر بين الطرفين، واستهداف إسرائيل يوميا عشرات المواقع في الجنوب اللبناني، وخاصة بعد خطاب الأمين العام لحزب الله الذي حمل تحذيرات شديدة اللهجة، مما يؤكّد أن مسألة انفجار الوضع باتت قريبة جدا، في ظلّ غياب تام لدور الدولة اللبنانية، وموقف لبنان الرسمي، إذ ليس هناك أي صدى يعكس وجود دولة حية في هذا البلد التعيس، بعدما قضت المنظومة السياسية الحاكمة على هيبة الدولة وعملت طوال عقود على شلّ مؤسساتها نتيجة فساد عمره عشرات السنين قضى على الأخضر واليابس، ورمى بالوطن إلى المجهول دون أي وعي بالعواقب.
إن السؤال الأبرز اليوم كم سيستطيع الشعب اللبناني أن يصمد في بلد أقل ما يقال فيه أنه زريبة أو مزرعة بعدما فقد المواطن كل مقومات العيش والصمود، وبعدما أصبحت الأكثرية في لبنان تحت خط الفقر بحسب تقارير المنظمات الدولية؟ فكيف سنطلب من شعبٍ لم يرَ النور والاستقرار الا في بضع سنين من تاريخه أن يصمد بوجه حرب ضروس ربما لا تبقي ولا تذر، ستدمر المدمّر أو ما تبقى من حطام هذا البلد الذي لم يرحمه أصلا القيّمون عليه والذين هم من المفترض حماته، فكيف ننتظر من العدو ان يرحمه؟
إنَّ الحرب ونتائجها الوخيمة تتحمل مسؤوليتها السلطة السياسية بالدرجة الأولى التي أمعنت في ضرب الدولة وجعلت منها متفرّجةً على كل ما يحصل في البلد، تمهيداً لخروج مسألة تقرير المصير من يدها، فلم يعد قرار السلم والحرب من اختصاص الدولة، بل أصبح بيد أطراف أخرى تعمل لمصالح إقليمية لا لمصلحة لبنان والشرعية، وبالتالي كيف تطلبون من الشعب اللبناني أن يواجه الحرب وهو أصلا لم يقرر الدخول فيها؟
وفي المقابل، ومما لا شك فيه أن اللبنانيين بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم يقفون مع غزة الجريحة حتى النهاية، وهم أكثر مَنْ ضحى منذ النكبة حتى اليوم لأجل القضية الفلسطينية والتاريخ على ذلك خير شاهد ودليل.