Lebanon On Time –
نظمت كلية الفنون والعمارة الفرع الثالث بالتعاون مع الجامعة اللبنانية المنتدى المرئي للفن والعمارة في الجامعة اللبنانية، معرضا للمنتدى البصري للفنون والعمارة، لمناسبة الذكرى ٤٤ لانطلاق الكلية، في مجمع الرئيس ميشال سليمان الجامعي في راسمسقا – الكورة، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، وبحضور عميد الكلية الدكتور هشام زين الدين مستشار رئيس الجامعة الدكتور بلال بركة، نقيب المهندسين في الشمال الدكتور شوقي فتفت، مدير الكلية الدكتور عصام عبيد، رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين الدكتور انطوان شربل، رئيس مركز الترميم الدكتور صونيا القرعان، مدير كلية الهندسة الدكتور ماهر الرافعي، مدير كلية الحقوق الدكتور خالد الخير، مدير كلية ادارة الاعمال ادولف عبد الله، امينة السر في كلية الفون الجميلة مرسال فغالي، اضافة الى حشد من الاساتذة والهيئتين الادارية والتعليمية ومهتمين.
الدكتور عبيد
بداية النشيد الوطني، ثم قص الشريط التقليدي. بعد ذلك، ألقى الدكتور عبيد كلمة شكر فيها البروفسور بدران والعميد زين الدين على دعمهما الدائم في سبيل تطوير الكلية، كما شكر مجلس الفرع وسائر الأقسام الأكاديمية والإدارية، والطلاب منوها بـ”الجهود الاستثنائية” التي يقومون بها، وقال: “في سنة ١٩٧٤ كانت الولادة من مدينة الفيحاء طرابلس، حيث أشرقت شمس ساطعة الألوان أضاءت البصر والبصيرة، انها مجموعة الفنانين العشرة، الذين خاض أعضاؤها غمار رؤيتهم الفنية من خلال لغة تشكيلية جديدة أبهرت المدينة بزهاء محتواها وبجمال لقياها. هذه الحركة التشكيلية اعتمد فنانوها على القيم التراثية الوطنية والعربية والمشرقية، استنادا الى موروثهم الاجتماعي وعلى تجذرهم وانتمائهم لهذه الحضارة الضاربة في عمق التاريخ، وذلك ضمن قالب حضاري وحداثوي. لقد حملت هذه التجربة الفنية علامات مميزة حيث أسست لجيل كامل من رواد الفنون البصرية والتشكيلية”.
أضاف: “إن من أسباب نجاح التجربة التشكيلية للفنانين العشرة هو التزامها بمبادئ فنية رصينة وانفتاحها على التجارب الفنية المعاصرة بعيدًا عن التقليد والرتابة، حيث كانت الريشة تنتقل من فنان إلى آخر تعزف في كل لوحة لحنا تشكيليا رائعا مختلف عن الآخر، إلا انه رغم تنوعهم في الرؤية الفنية، كانوا متنوعين ضمن الوحدة.
لقد شكلت مجموعة الفنانين العشرة التجربة الأساسية والمميزة للحركة التشكيلية في مدينة طرابلس وفي شمال لبنان، وقد اتسع تأثيرها وحضورها على امتداد الدولة اللبنانية وصولا الى المحيط العربي والعالمي. ومن هذه المجموعة انطلقت فكرة تأسيس فرع في طرابلس لمعهد الفنون في الجامعة اللبنانية.
ومن الفكرة الى التطبيق حيث أبصر الفرع الثالث لمعهد الفنون الجميلة النور من خلال مجهود ومتابعة الفنانين العشرة حيث شكل أغلب أعضاء هذه المجموعة الكوكبة الأساسية من أساتذة الفرع. يأتي اليوم انشاء متحف للفنانين العشرة في كلية الفنون الجميلة والعمارة معهد الفنون الجميلة سابقًا – عربون وفاء وشكر وتقدير الفرع الثالث لمجهود هذه المجموعة في اثراء الحركة التشكيلية اللبنانية بتجربة فريدة ومميزة، وأيضا تقديرًا لمجهودها في انشاء الفرع الثالث لكلية الفنون الجميلة والعمارة، والعمل على دعمه من الناحية الاكاديمية على مدى عشرات السنين. ويأتي افتتاح هذا المتحف متزامنا مع اليوبيل الماسي لهذه المجموعة، كل التقدير والعرفات للفنان محمد غالب، والدكتور فضل زيادة، والدكتور عدنان خوجة، الدكتور فيصل سلطان، الدكتور عبد الرحيم غالب، الفنان محمد الحفار ، والفنان محمد عزيره، المهندس الداخلي عبد اللطيف بارودي ، والفنان بسام الديك”.
وأردف: “في الذكرى ال ٤٤ لانطلاقة الفرع الثالث لكلية الفنون الجميلة والعمارة ها هو معرض الأساتذة التشكيليين في الفرع شاهد على عراقة الهيئة التعليمية لهذا الفرع، وهم الشاهدون على تاريخ هذا الفرع وصانعو نجاحه هم وزملائهم في باقي الأقسام الأكاديمية.
ان المنتدى البصري للفنون والعمارة الذي يقيمه الفرع الثالث يضم افتتاحا لمتحف الفنانين العشرة يترافق مع معرض لأعمالهم، ومعرض لأساتذة الفرع التشكيليين الذين درسوا في الفرع منذ تأسيسه بالإضافة الى معرض طلاب اقسام الهندسة الداخلية والمعمارية والفنون الاعلانية والتشكيلية بالإضافة الى أعمال مركز الترميم والحفاظ على الأوابد وكان قد سبق فعالية اليوم المحاضرة التي القاها المعمار العالمي البريطاني نيل ليتش الباحث المتخصص في الذكاء الاصطناعي”.
وأشار الى أن “الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا أثرت بشكل سلبي على المجتمع اللبناني وعلى مؤسسات الدولة، إلا أن انعكاسها على العمل الأكاديمي كان قاسيا خصوصا على كلية تطبيقية ككلية الفنون الجميلة والعمارة”.
وقال: “إلا اننا استطعنا ان نذلل الصعاب وها نحن اليوم ننطلق بعزم وقوة اقوى مما كنا عليه قبل الأزمة، لا بل اننا مصممون على المضي قدما في المحافظة على جودة التعليم والعمل على فتح مسارات جديدة تلبي حاجة سوق العمل وتساهم في النهضة العلمية والاقتصادية في البلد. ان حدودنا في كلية الفنون الجميلة والعمارة كل الفضاء بكل ما يحتويه مجرات ونجوم يقابله ابداع وتصاميم وجمال.
سوف نحيك من الألوان والاشكال والأحجام انجح مهندس وفنان تشكيلي ومصصم غرافيكي واعلاني، وإننا نعدكم بالمزيد من الريادة والجودة وكليتنا سوف تكون خلية عمل لا تتوقف وسوف تظل في أوليات طموح الطلاب لكي ينهلوا العلم في صفوفها. أن الطالب هو هدفنا وهو سبب وجودنا، وسوف نعمل جاهدين في سبيل تأمين البيئة الأكاديمية الانجح لطلابنا.
كل الشكر للطلاب الذين عملوا وتعبوا وجدو واجتهدوا، وللهيئة الإدارية مجتمعنا، واخص بالشكر امينة السر السيدة مرسال فغالي، والسيدة فريال برق والسيد عزام نعيم والسيد عماد خاروطة وطارق خاروطة لما بذلوه من جهد جبار فكانوا يعملون ما يقارب الاثنتي عشرة ساعة يوميًا من اجل إتمام تصنيع منصات المعرض، وللهيئة التعليمية صاحبة الفضل في اظهار هذا المستوى الأكاديمي، ولرؤساء الأقسام وممثل الاساتذة واشكر أيضا شباب شركة النظافة الذين عملوا معنا في فترة التحضير لهذه الفعالية بشكل ممتاز”.
وختم: شكرا حضرة العميد وشكرا للدكتور بلال بركة على الجهد وفي الختام أتقدم باسمي وباسم الهيئة التعليمية والإدارية بالشكر لرعاية وحضور رئيس الجامعة اللبنانية البرفسور بسام بدران وإننا نعدك في المستقبل القريب بالمزيد”.
العميد زين الدين
وألقى العميد زين الدين بدوره كلمة شكر فيها مدير الجامعة الدكتور عصام عبيد والفنانين العشرة وكل الهيئتين التعليمية والادارية على جهودهم وسعيهم لتبوء الكلية مراكز متقدمة جدا، واصفا المعرض بـ”منارات ابداعية تضيء عاصمة الشمال”. وقال: “روافد متعددة المنابع الفنية والجمالية والفكرية والابداعية، تجمعت في مسار واحد واتجهت كما نهر العاصي نحو الشمال، والفن بطبيعته عاص مشاكس متمرد، والفنان مقاوم للجمود والتصحر الفكري بالفطرة، يشق الطريق بابداعاته في مساحات الفكر البور والعذراء، ليعيد تركيبها وضخ الحياة فيها ويرتقي بالجماعة والافراد والبنى الفكرية والجمالية الى مستوى آخر اکثر حضارة وأكثر جمالاً”.
أضاف: “هي قصة الفنانين العشرة الذين احتضنت ابداعاتهم التشكيلية كلية الفنون الجميلة والعمارة في الفرع الثالث في طرابلس الشمال، مجموعة من المبدعين نهلوا من مشارب الفن التشكيلي العالمي، تأثروا بمدارس ومناهج متنوعة، واكبوا النهضة الفنية الطليعية في لبنان والعالم وأثروا فيها وأغنوها بلوحاتهم ومعارضهم المحلية وبمشاركاتهم العالمية عاشوا الصخب التشكيلي والثورات الفكرية والطليعية، سافروا ودرسوا وعادوا ودرسوا في بيتهم ومعدهم الذي احتضنوه بعنايتهم واحتضنهم بين جدرانه لسنوات طويلة، تخرج على أيديهم مئات الفنانين التشكيليين في لبنان، صالوا وجالوا في مدن لبنان والعالم وعادوا محملين بكنوز الفن والجمال والخبرة والعلم ليرتاحوا في مسقط رأس ابداعهم في مدينتهم العطشى للفن الزاخرة بالاماكن التاريخية والتراثية والملهمة لابداعات الكثيرين منهم، طرابلس منارة الشمال”.
وتابع: “تعتز كلية الفنون الجميلة والعمارة بأسماء هؤلاء الفنانين العشرة، وتفخر بانتمائهم اليها، فخرها بكل الكبار الذين مروا على قاعاتها من طلاب وأساتذة وموظفين، فلكل فنان موقعه المرصع بالتقدير والعرفان في ذاكرة الكلية، والتميز والتفوق الذي حصدته الكلية تاريخياً ولا تزال لم يكن صدفه، بل يعود الفضل في تحقيقه الى هؤلاء المبدعين من الاساتذه الذين وهبوا حياتهم للفكر والجمال، واختبروه في محترفاتهم وقاعات التدريس وفي المعارض، ونقلوا هذه التجربة”.
وختم: “طلابهم المنتشرين على مساحة الوطن وفي الخارج سفراء للفن اللبناني في العالم. متحف الفنانين العشرة في كلية الفنون الجميلة والعمارة هو اعتراف بفضل هذه الكوكبة من المبدعين، سيبقى شاهداً حياً على ابداعاتهم، تمر من امامه قوافل الطلاب التواقين الى العلم والمعرفة والفن والجمال. فألف تحية لهم فرداً فرداً، هم المنارات الابداعية التي تضيء عاصمة الشمال، ومنها الى كل الوطن”.
البروفسور بدران
ورأى البروفسور بدران من جهته، أن “لولا الفنانون العشرة لما كانت الكلية قد ابصرت النور”، لافتا الى ان “مضامين انتاجهم أغنت مشاعرنا ومنحتنا رؤية جمالية خاصة للحياة”، وقال: “أود بداية، ان اتوجه بالتحية والشكر لمجموعة الفنانين العشرة الحاضرين بيننا بأعمالهم وأفكارهم وأحاسيسهم وأحلامهم في هذا المعرض، وان كان بعضهم قد غادرنا بالجسد.
لقد استحقت هذه المجموعة بجدارة تسمية مجموعة المناضلين والمؤسسين العشرة فلولاهم لما كان الفرع الثالث لمعهد الفنون في الجامعة اللبنانية موجودا في طرابلس، كما ان الحياة الثقافية والفنية ما كانت لتعرف ربيعها الدائم في هذه المدينة”.
وتابع: “إن التجول بين الاعمال الفنية يتيح التفاعل مع التراثين المحلي والوطني، لانها تعكس تاريخنا وقيمنا وهويتنا المشتركة من خلال محاكاة رصينة لمختلف التيارات الفنية، ولقيمنا الموروثة الثقافية والاجتماعية.
صحيح ان مجموعة الفنانين العشرة استخدمت الفن للتعبير عن مشاعر المبدعين المتفاعلين مع بيئتهم، الا ان مضامين انتاجهم أغنت مشاعرنا ومنحتنا رؤية جمالية خاصة للحياة.
يتعدى المعرض فكرة التكريم الى كونه مركزا ثقافيا يمنح الزائر الفرصة لقراءة التاريخ وفهمه ونسج الروابط الفنية والثقافية والاجتماعية، اضافة الى تعزيز الحس النقدي وتحفيز الخيال والابداع.
واذا اردنا الانتقال من المقاربة الفنية الى المقاربة الوظيفية، لاستحق أن يتحول هذا المعرض الى مقصد للسياحة الفنية ومركز للدبلوماسية الفنية والثقافية لما تمثله اسهامات الفنانون العشرة في المعارض الاقليمية والعالمية، حيث بنوا جسورا وشكلوا النظرة الجمالية التي يطل عبرها العالم على هذا المكان”.
وختم: “نقول، إن صناع الثقافة الفنية يشكلون كنزاً ثميناً يغني ثراثنا الوطني، وهم يستحقون التقدير والاحترام والتكريم الدائم”.
الدكتور زيادة
وكانت كلمة للدكتور فضل زيادة شكر فيها البروفسور بدران والعميد زين الدين والدكتور عبيد وكل الذين ساهموا في انجاح هذا المعرض بصورته الحضارية والابداعية، شارحا تفاصيل وتواريخ انشاء الجامعة منذ منتصف الستينات.
ثم جال البروفسور بدران والدكتور عبيد والحاضرون في ارجاء المعرض الذي يتضمن متحف العشرة يتزامن مع معرض تشكيلي للعشرة بمناسبة اليوبيل الذهبي لهم وهم من الرعيل الاول في الكلية، اضافة الى معرض للوحات التشكيلية للأساتذة التشكيليين ومعرض لأعمال طلاب الفنون الاعلانية و التشكيلية والجداريات والهندسة المعمارية والداخلية وترميم الأوابد، والفنون التشكيلية والفنون الإعلانية والتواصل البصري. .
وفي الختام قدم الفنان محمد عزيزي لوحة فنية portrait لرئيس الجامعة اللبنانية، ثم اقيم حفل كوكتيل وقص قالب من الحلوى على شرف المشاركين في المعرض.