دعا الحراك المدني في الشمال، الى أوسع تنسيق وتعاون بين الجمعيات والمنتديات الاهلية والاجتماعية، ورفع منسوب المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ورأى ان حراك المجتمع الاهلي بامكانه سد الكثير من الثغرات وتغطية الضعف الذي يثقل كاهل الدولة، بعد الازمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
دعوة الحراك، جاءت في خلال حفل افطار في طرابلس للجمعيات والمنتديات الطرابلسية والشمالية، بحضور القائمقام الدكتورة ايمان الرافعي، وجمع حاشد من الشخصيات العاملة في الميدان الاجتماعي والانمائي، اضافة الى اعضاء مجلس الحراك.
بداية، النشيد الوطني، تلاها كلمة رئيس الحراك في الشمال رائد الخطيب، الذي دعا الى تحرير طرابلس والشمال من الاهمال والحرمان والركود، والى التكاتف من اجل النهوض بهذه المنطقة من لبنان، لافتا الى مجموعة من الانشطة سيطلقها الحراك في القريب العاجل.
وقال الخطيب في كلمته:
“السلامُ على الذين ما يزالون يؤمنون بأنَ انسانيتنا تستحق منّا ادانة الظلم بكل أنواعه، بدءاً من حرماننا من أصغر حقوقنا كمواطنين الى أكبر قضايانا كحالة وجودية على هذه الأرض.
إن أي كلام ٍ لا يبدأ بادانة الاعمال الاجرامية التي تقوم بها اسرائيل، يبقى بمثابة اعطاء صك غفران لما تقوم به من اعمال اجرامية منذ السابع من أوكتوبر وحتى اليوم، وهو ما يدعونا للتساؤل عن معنى وجود الامم المتحدة، وهل فقدت دورها كراع للسلام وحقوق الانسان والعدالة في هذا العالم، ان استهلاك الوقت هو على حساب الانسانية جمعاء، ومن هنا لا بد من توجيه التحية لطلاب الجامعات في كل انحاء العالم الذين يرفضون الصمت ازاء ما يرتكب بحق الانسانية”.
أضاف “إننا مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى،
بالحفاظ على بلدنا من خلال الضغط ليبقى صوت الحق أعلى من كل أصوات الباطل والنشاز، وذلك من خلال مطالبة الجميع وفي مقدمها الجمعيات للانضمام الى محور النهوض والمعرفة، والتعافي من الكسل، الذي بات سمةً من سمات المرحلة السياسية الحالية، فلا رئيس ولا حكومة، ولا مَن يحزنون، إن دورنا كحراك مدني وكجمعيات، هو المطالبة بانهاء هذا الفراغ السياسي أولاً، والعمل ثانياً على خطة تعافي اقتصادي، حقيقية لا وهمية، ان الظلم والاستخفاف بمصير الشباب في لبنان مرفوض،
ومن المعيب ان تبقى الحلول الترقيعية على حساب الحلول المستدامة، التي حولت لبناننا من الانتاج الى مساحة من الفراغ والعتمة، من الريادة الى الاستعطاء والتوسل، ومن القوة الى اليأس والاحباط. وتحول لبنان من تصدير تصدير الفاكهة المزروعة الى تصدير الفاكهة الحقيقية وهي ابناؤنا”.
ووجه الخطيب رسالته الى المعنيين، بالقول “إننا كحراك مدني في الشمال، يعزّ علينا ان تبقى عاصمتنا طرابلس، تعاني الانحدار، والتحول الى مفهوم المخيم بدلاً من مفهوم المدينة القوية، نحن نشتهي طرابلس مدينة خالية من الفوضى، من الزبالة، من التعديات والسرقات الليلية والنهارية، مدينة خالية من التشبيح والكلاب الشاردة، مدينة خالية من أصوات الموتوسيكلات غير المنضبطة باوقات محددة، مدينة عندها ارصفة غير محتلة، مدينة عندها كهرباء مراقبة لجهة الأسعار، نريد مدينة قابلة للحياة، نريد طرابلس عاصمة للثقافة قولاً وفعلاً وعلى كل المستويات”.
وفي ختام كلمته وجه الخطيب باسم الحراك “التحية للجمعيات والافراد الذين أبقوا الأمل متقداً، ورموا اليأس والاحباط جانباً، فآمنوا بأن الجمود مقتلة، وانه علينا كشعب ان نقول كلمتنا في كل القضايا واننا ان نستعيد دورنا في المحاسبة وبعدم السكوت، ان التاريخ لا يرحم، لذلك علينا ان نمضي في طريق الكفاح لنستعيد بلدنا ومدننا وقرانا من براثن سياسات الاهمال والتخلي، ان الحراك المدني يقوى بالتعاون بين الجمعيات العاملة والفاعلة، وهو يدعو الجميع للقوى حركة تنسيق واطلاق الانشطة المنوعة، لسد الفراغ الهائل الذي تركه كسل الدولة على مستوى ابقاء المؤسسات فارغة، وفي مقدمها البلديات التي يعمل من بقي منها بالحد الادنى فيما هناك بلدات ومدن نسيت ما هي البلدية”.