جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / العراضات العسكرية والسلاح قضايا في منتهى التعقيد والصعوبة، وهيبة الدولة على المحكّ!
IMG-20240503-WA0013

العراضات العسكرية والسلاح قضايا في منتهى التعقيد والصعوبة، وهيبة الدولة على المحكّ!

خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام

لبنان الذي يعيش اليوم في أصعب وأخطر مرحلة في تاريخه، من الواضح أنه قد قُدّرَ له على الدوام أن لا تهدأ رعوده ولا تستقرّ فرائصه، فما إن تخمد فيه نيران مصيبة إلا وتكون بعدها مصيبة أكبر، فمِن جرائم القتل والتصفيات الجنائية وغير الجنائية، إلى التوترات الجنوبية على الحدود مع إسرائيل، إلى ملف النازحين السوريين الذي يشكل عبئًا غير مسبوق على لبنان والشعب اللبناني، إلى قضايا الفساد وانهيار الدولة والتدهور الاقتصادي الخطير في كافة المجالات والقطاعات، وصولًا إلى ملفات السلاح المتفلّت سواء كان فرديًّا أم منظّمًا خارج إطار الشرعية، فالعنوان واحد وهو تحلّل ما تبقى من الدولة وأجهزتها التي لا تستطيع اليوم تحريك ساكن في ظلّ التشابكات السياسية والمحسوبيات الطائفية والفئوية المعقّدة، والتي تجعل من القطر بؤرًا (فالتة) لكل ما هو غير شرعي، تتغذى على موضوع حساسية الفتنة المذهبية التي يخشاها الجميع في البلد، والتي بحجّتها تحصل الكوارث، ويغدو الحقّ باطلًا والباطل حقًّا، ولا يُنتصر للمظلوم من الظالم، وتُهدر كل يوم _ليس فقط تضيع_ هيبة الدولة على مرأى ومسمع الجميع.
إنَّ موضوع العراضات العسكرية التي تحدث هنا وهناك وتسيء لسمعة الدولة وقواها الأمنية والعسكرية لهو أمرٌ في غاية التعقيد والخطورة، إذ لا تستطيع الدولة التحرّك في هذا الملف طالما هناك جهة لبنانية تستعرض سلاحها علنًا وتستخدمه على كافة أراضي الوطن، بل في خارجه أحيانًا، وهو ما يعارضه اليوم شريحة واسعة من اللبنانيين والكتل النيابية، وحيال ذلك، فمن غير الممكن للدولة أن تفرض هيبتها على فئة دون الأخرى، وأن تبسط قوتها على منظمة دون غيرها، فعندئذٍ تكون كمَن يصبّ الزيت على النار، إذ سيستصرخ كل أحد طائفته (ويا غيرة الدين) وقتها، ويقع البلد في دوامة لا تُحمد عقباها، ولكن إزاء كل ذلك التعقيد، هل يستطيع أحد إخبارنا ما هو الحلّ المناسب لهذا البلد الغريب؟