Lebanon On Time –
صدر عن “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” كتاب جديد للكاتب الدكتور جان عبد الله توما بعنوان “صباحك سيدي(رجاوات)”. ويتناول طقوس الأعياد والأفراح لدى الطوائف المسيحية المشرقية.
وقدّم للكتاب متروبوليت حمص وتوابعها غريغوريوس بكلمة قال فيها: لعلّ واحدا ً من أسباب بعدنا عن الكتاب المقدس هو أننا نظن أحيانا، بأنه كتاب قديم لا ينفع لعصرنا، وهذا ما يعبّر عنه كثيرون عندما يعترضون على وصاياه وتعاليمه، على أنها غير ممكنة التطبيق، ولا ملائمة لأيامنا الحاضرة، والحجة أن المفاهيم قد تغيرت، وفكرة (أن الكلام صعب) ليست بجديدة ولكنها تجربة وتحدٍ يواجه الإنسان في كل العصور، ودائما ما إنقسم الإنسان في مواجهة هذا التحدي، وأسميه تحدياً لأنها مواجهة أو صراع الإنسان الدائم بين تعليم وفكر الله، وتعليم وفكر العالم من بدء الخليقة في قصة آدم وحواء.
وتابع: ان قراءة سطحية للنصوص لا تفضي بنا إلى سبر عمق المعاني وسمو التعليم وقوّة الكلمة وسلطانها، ولكنها تبقينا عائمين على بحر من التناقضات الظاهرية والتساؤلات والشكوك، عالقين على مستوى الحرف الذي يقتل، بينما دعوتنا أن نسمح للروح الذي يحيي أن يعمل فينا لينقل إلينا كلمة الحق الذي يحررنا.
وختم: إستمتعت بسماع هذه التأملات أولا بصوت وأداء الدكتور جان توما على راديو “صوت النعمة”، كما إستمتعت بقراءتها في هذه النسخة المطبوعة، وأتمنى أن تكون هذه التأملات دليل توبة، ومصدر تعزية وفرح لكل من يقرأها. وأتمنى للدكتور جان دوام الإستنارة والعطاء المتميز بهدي ونعمة الروح القدس.
أما المؤلف الدكتور توما فيقول في مقدمة كتابه: جئناك صباحا لنقول كلمة حب كي نشعر بالحياة. في صباح كل يوم من فترتي التريودي والصوم الأربعيني سنتأمل في كلمتك المحيية، هي فترة التريودي أي فترة التهيئة للصوم الأربعيني المقدس، هي فترة إستعداد لموسم المواسم في حياة الكنيسة، أن نعبر إلى القيامة البهيجة، إلى ذاك اليوم الذي صنعه الرب لنفرح ونهلل.
وتابع: يا سيد العمر تقبّل تضرعاتنا وهي حارة في هذه الأزمة الصعبة. قد تعبنا من الصراخ وقد وصل إلى مسامعك، فتحنن علينا في هذه الفترة وإسكب نعمك علينا لنحيا ونستظل رحمتك ورأفتك.
وقال: إفتح سيدي أذهاننا وقلوبنا، كي تقع كلمتك في تربتنا لتزهر معرفة ومحبة كشهادة للآخرين، وفي فترة التريودي، فترة التهيئة للصوم الأربعيني المقدس خذ بيدنا، سيدي، كي لا نتلهى بما حولنا وهي لافتة، فأعطنا أن لا نلتفت إلا إلى الأمام وقد وضعنا ببركتك يدنا على المحراث.