سقطت هدنة غزة واستمرت تالياً مشاغلة الجنوب، وكادت أن تسقط محاولة إنجاز الاستحقاق الرئاسي بعد كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نعى مبادرة تكتل الاعتدال الوطني النيابي، وإعلانه تمسّكه بحصرية الدعوة الى الحوار، وذلك قبل أن يتراجع عن هذا الكلام بكلام مخالف له تماماً، عقب ردٍّ هو الأعنف تصدره “القوات اللبنانية” ضد رئيس البرلمان نبيه بري.
وجاء في ردّ الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”: “اختلط الأمر على الرئيس نبيه بري فاعتبر أن رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ في أن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية”.
وأضافت “القوات”: “هذا مخالف للدستور، ويتناقض وميثاق العيش المشترك، ولن يسير به أحد». وتابعت: «سخّف الرئيس بري ومزّق وتلاعب مئات، بل آلاف المرات بمفهوم الحوار”. وختمت: “مرتا مرتا تطرحين أموراً كثيرة يميناً ويساراً، إنما المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسيّة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية”.
ماذا في كلام بري الجديد؟ ففي حديث الى قناة “أو تي في” مساء أمس وصف الاتصال الذي تلقاه من المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان مساء الأحد بأنه كان “جيداً، وأبلغناه أنّ هناك مبادرة من تكتل “الاعتدال” ندعمها، وكذلك “الخماسية” وعندما يستجد جديد نعود للتهاتف”.
وهل انتهت مبادرة “الاعتدال”؟ أجاب: “بالعكس بعدا بعز شبابها” .
وعن اتهامه باحباط المبادرة قال: انا كنت وراء المبادرة وطلبت منهم عدم ذكر اسمي بداية لئلا تفشّل، لكن في الجولة الثانية من لقاءاتهم أبديت استعدادي للمساعدة وترؤس “التشاور” بعدما نصحت بعدم استخدام مصطلح “حوار”.
وأضاف: “الدعوات للتشاور توجهها الأمانة العامة لمجلس النواب الى رؤساء الكتل. واقترحنا إمكان ان يختار كل رئيس كتلة نائباً ليكون موجوداً الى طاولة التشاور، وأبديت استعدادي لجلسات متتالية”.
و رداً على بيان “القوات”، قال: “هذا يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية”. وأضاف ممازحاً: “هلأ ناطر العونيين”.
وفي قراءة لأوساط المعارضة عبر “نداء الوطن” لما يشهده الاستحقاق الرئاسي حالياً، قالت: “إنّ موقف بكركي مؤيد لمبادرة “الاعتدال”، وأنّ المسيحيين بمرجعياتهم الروحية وكتلهم النيابية هم مع الخيار الثالث وضد ما يحصل من تشبيح على الدستور”.