Lebanon On Time –
تحت الرعاية الكريمة للاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية، وبإشراف رئيسة مؤسسة الرائد الأستاذة فاطمة الزهرة رابط، أقام قسم البحث العلمي في المؤسسة ندوة دولية عن بعد لتكريم البروفيسور نوارة حسين من الجزائر والاحتفاء بإصدارها الجديد المعنون بـ : “الملكية الفكرية في البيئة الرقمية”. وهذا بحضور و مشاركة من أساتذة وباحثين وطلبة من عدة جامعات وهيئات في لبنان، الجزائر، فلسطين، السعودية، العراق، عُمان، وألمانيا.
في البداية، رحبت رئيسة المؤسسة بالحضور وعلى رأسهم البروفيسور سرور طالبي الأمين العام للاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية وعلى رعايته لنشاطات الرائد، وكذا بالبروفيسور نوارة حسين التي أضافت بهذا الإصدار للمكتبة الأكاديمية العربية قيمة مضافة يستطيع أن يستدل من خلالها الباحثين على الجانب القانوني في كل ما يتعلق بالملكية الفكرية في البيئة الرقمية. كما رحبت بجميع الأساتذة والطلبة الذين يولون مثل هذه الندوات أهمية بالغة ويحرصون على تتبعها وعلى اقتراح مواضيعها لمؤسسة الرائد.
أدار الندوة الباحث وطالب الدكتوراه عبد الرحيم سعدي من كلية الحقوق في جامعة الجزائر، والذي بدوره قدّم للكتاب وعرض تقسيماته. ثم سلم الكلمة للأستاذة نوارة، والتي أوضحت أن الإصدار هو طبعة جديدة صادرة سنة 2024 سبقتها طبعة أولى سنة 2017 عن دار المركز القومي للإصدارات القانونية- القاهرة.
البروفيسور نوارة أوضحت أن محور البحث في هذا الكتاب هو حول ماهية حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالبيئة الرقمية، وآليات حمايتها. مبينة بأن: ” حقوق الملكية الفكرية تعتبر حقوقا معنوية، فهي إنتاج أو عمل ذهني يقوم به المبدع أوالمخترع في مختلف مجالات الاختراع والتأليف والابتكار. وبأنها قد تطورت تدريجيا بظهور عصر التكنولوجيا الحديثة وبسبب الثورة الصناعية والاختراعات، وانتشرت حاليا بدخول العالم في وتيرة الثورة الالكترونية والرقمية”.. كما تحدثت عن المصنفات الرقمية التي أفرزها ظهور عصر الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية والالكترونية والمعلوماتية.
كما تحدثت عن أهمية حقوق الملكية الفكرية وبأنها كقاعدة عامة نابعة من كون أن الإبتكار والإختراع والتأليف والإبداع هم اللّبنة الأساسية التي ينبني عليها التطور الإقتصادي لأي بلد، لذا يعتبر تنظيمها وتأمين استغلالها وتحليل مضامينها وإثارة إشكالاتها لحمايتها دافع يشجّع صاحب الحق على بذل المزيد من الجهد لتطويرها وتحديثها والنهوض بها في سبيل تطوير البلد.
أما عن اهتمام البروفيسور نوارة حسين بالموضوع فقد كان مؤسّسا على كون شبكة الأنترنت في حدّ ذاتها تثير العديد من المشكلات القانونية على نحو مستقل عن عالم الحوسبة والاتصالات، وإن كانت تمثل جزءا من مشكلات وقضايا المعلومات وتقنية المعلوماتية، لتتعقّد إذا ارتبطت ببعض الاستخدامات والاستغلالات ذات الأهمية مثل مسائل حقوق الملكية الفكرية، لاسيما إذا اقترنت بمشاكل الإعتداء عليها بالقرصنة، لنكون بصدد إحدى جرائم الأنترنت والحاسب الآلي، باعتبارها جرائم عابرة للحدود، يصعب فيها حصر أركان الجريمة، بل وحتى تحديد هوية المعتدي في إطارها، لأنها إلكترونية لا تعرف الحدود الجغرافية، وتطرح إشكالات كثيرة في الوقت نفسه، أهمها تحديد القانون الواجب تطبيقه عليها، وضبط المخترقين والمعتدين على الحقوق، لأنّ الجرائم في مجملها تتم عبر الشبكة أو في البيئة الرقمية التي تُستغّل فيها حقوق الملكية الفكرية ذاتها وهي عالم افتراضي.
بالإضافة إلى هذا فقد أوضحت البروفيسور نوارة بأن هذا الكتاب يهدف إلى التعريف بحقوق الملكية الفكرية المستغلّة في البيئة الرقمية باعتبارها من أهم التطورات الحديثة التي أفرزها عصر تكنولوجيا الإتصال والمعلوماتية. كما يهدف إلى البحث في القوانين الخاصة التي تهتم بمسائل الملكية الفكرية الرقمية ومدى تنظيمها وحمايتها للأعمال الفكرية المنشورة رقميا، وآليات التصدي للاختراقات التي تتعرض لها هذه الحقوق. وكذا إلى نشر الوعي بخطورة الاعتداءات التي تتعرض لها الحقوق الذهنية.
وبالتالي فإن هذا الإصدار يشكل مساهمة في دفع المشرع إلى الاسراع في تكريس قانون خاص لتأمين البيئة الرقمية، وإن كانت معظم التشريعات قد باشرت بالاهتمام بهذه البيئة فيما يخص جوانب ممارسات التجارة الالكترونية.
وقد شارك في النقاش عدة أساتذة ومشاركين لإثراء الموضوع وتبيان أهميته ومكامن القوة والضعف في التشريع والتحكيم المختص بمجال الملكية الفكرية بشكل عام، وفي البيئة الرقمية بشكل خاص. كما وطرحت عدة توصيات منها:
– إثراء البحث والمواكبة والاجتهاد في التشريع في مثل هذه القضايا من الجهات التشريعية والقضائية.
– التكوين المتخصص للمشرعين والقضاة في المجال الرقمي كونه بات يغطي أغلب التعاملات في عصرنا هذا.
– استحداث ميثاق شرف من طرف جامعة الدول العربية لحماية حقوق الملكية الفكرية في الوطن العربي.
أخيرا، تم تكريم البروفيسور نوارة حسين من قبل الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية ومؤسسة الرائد على هذا الإصدار القيم، مع التمنيات لها باستمرارية والإبداع والعطاء الأكاديمي.