ما أن يتحرك الملف الرئاسي من دائرة الجمود حتى يعود إلى المراوحة من جديد، إذا لا تزال ساعة الملف الرئاسي تنتظر توقيت اللجنة الخماسية وتحركاتها المرتقبة، والتي تعطي دفعاً أو نصيحة حول إتمام الملف والانتهاء من الشغور.
وبعدما توقع مراقبون سابقاً أن تشهد بداية عام 2024 إعادة تحريك للملف الرئاسي في لبنان بعد دخوله مرحلة الجمود منذ تشرين الأول الماضي، على خلفية أحداث غزة وتداعياتها على لبنان، خفت وهج التوقعات وعادت الامور إلى نقطة الصفر.
سياسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن تراجع الاهتمام بالملف الرئاسي في هذه الفترة مرده إلى انتظار مساعي التهدئة على جبهتي غزة والجنوب. ورأت ان الأسبوع الراهن من شأنه تقديم اجوبة بشأن مصير هذه المساعي، وفي هذا الوقت لم يشهد الملف الرئاسي أي حراك جديد.
في الانتظار، يبدو أن الوضع في لبنان أصبح على المحك، وتبعاً لذلك يجب أن يتم وضع الملف الرئاسي على نار حامية لمواكبة التطورات والذهاب فوراً إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قادر على انتشال لبنان من أزماته.
يذكر أنه رأت أوساط مطلعة على الملف الرئاسي في وقت سابق عبر موقع “القوات” أن محاولة ربط الملف بنتائج الحرب على غزة سقطت، لأنه من غير المعروف ما هي الاتجاهات التي ستسلكها الحرب في غزة خصوصاً بعد الحديث عن الهدنة، وهذا يعني أن الحرب طويلة ولا يمكن بأي شكل من الاشكال ربط الملف بالحرب على غزة، ويجب فصلها عن أي صراع خارجي.
ومن المنتظر أن تتبلور الجهود الدبلوماسية التي تبذل في هذا الملف خلال الأسابيع المقبلة، لأن محور التعطيل بات محشوراً في زاوية عدم القدرة على الاستمرار بالتعطيل بعدما سقطت كافة الحجج الواهية التي استغلها هذا المحور لتعطيل الملف، كما أنه لا يمكن استمرار التعنت القائم والإصرار على مرشح معين، وأي عملية انتظار لنتائج الحرب على غزة تعني الانتحار السياسي والأمني للبنان الذي جعله هذا المحور واقفاً على فوهة بركان مرجحا للإنفجار في أي لحظة تتدهور فيها الأوضاع الامنية في الجنوب. بالتالي على المعنيين الذهاب فوراً إلى مجلس النواب وفتح جلسة انتخابية بدورات متتالية وعدم الخروج من البرلمان حتى انتخاب رئيس جديد للبنان وتجنب أي خضات سياسية وأمنية قد تطرأ في أي لحظة.
وتخشى بعض الاوساط من عدم التزام “الحز.ب” بالهدنة أو خرقها تحت أي سبب من الأسباب من اجل تطيير أي تفاؤل في الملف الرئاسي، لأنه بالإضافة إلى محاولات ربط الملف الرئاسي بالحرب على غزة، لا يُخفى على احد بأن الاستحقاق الرئاسي كما بقية الملفات والقرارات المهمة قام “الحز.ب” بربطها بالأجندة الإيرانية، وأذا أردات طهران العرقلة، فهناك خشية حقيقية من تفجير الملف الرئاسي وابقاءه في دائرة المراوحة حتى إشعار آخر.