محمد شقير ـ الشرق الأوسط
يضع إصرار الأمين العام لـح.ز.ب.ا.ل.ل.ه حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه على ربط التهدئة في الجنوب بوقف القصف الإسرائيلي على غزة، لبنان على مشارف الدخول في مرحلة جديدة من التأزم السياسي، غير تلك التي كانت قائمة في فترات سابقة، خصوصاً أنها تؤدي إلى ترحيل البحث بكل الملفات التي تتعلق بالوضع في لبنان إلى ما بعد جلاء الموقف على الجبهة الغزاوية.
وفي هذا السياق، علمت “الشرق الأوسط” من مصادر دبلوماسية غربية أن قول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في مستهل الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، إن الحديث عن التهدئة في لبنان فقط أمر غير منطقي انطلاقاً من عروبتنا ومبادئنا، ونطلب أن يُصار في أسرع وقت ممكن إلى وقف النار في غزة بالتوازي مع وقفه في لبنان، أثار سوء فهم لدى عدد من السفراء الأوروبيين، وتحديداً أولئك المنتمين للدول المشاركة في قوات الطوارئ الدولية “يونيفيل” في جنوب لبنان.
وسألت المصادر عن الدوافع التي أملت على ميقاتي قول هذا الكلام أمام الوزراء، وهل كان مضطراً لاتخاذ موقف أثار تساؤلات، بينما كان يبدي تفاؤلاً حيال الوساطة الأميركية عشية وصول هوكشتاين إلى بيروت في مهمة يتطلع من خلالها إلى تهدئة الوضع على امتداد الجبهة الشمالية، في مقابل منع إسرائيل من توسعة الحرب الدائرة في غزة لتشمل الجنوب؟
ومع أن ميقاتي كان يدرس إمكانية إصدار بيان لتوضيح ما أسيء فهمه، لجهة أن وقف القصف على غزة سيؤدي حكماً إلى تهدئة الوضع في الجنوب، تمهيداً للتوصل عبر الوسيط الأميركي لاتفاق يؤدي لتحديد الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، فإنه عدل عن ذلك، ربما لأنه يتجنب الدخول في اشتباك سياسي مع ح.ز.ب.ا.ل.ل.ه، ما دامت قنوات التواصل سالكة وآمنة بينهما، ليفاجأ لاحقاً بموقف ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه.
لذلك، فإن ربط ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه الجنوب بغزة يعني مواصلته مساندة “حماس”، وإن كان البعض في محور الممانعة يحمّل هوكشتاين، كما قالت مصادره لـ”الشرق الأوسط”، مسؤولية الغموض حيال عدم إجابته عن الأسئلة التي طرحها عليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري والمتعلقة بالخطوط العريضة للمرحلة الثالثة التي تتحضّر إسرائيل للقيام بها في حربها على غزة، حتى إن المحور نفسه، وفق مصادره، تحدث عن التناقض في الموقف الأميركي، لجهة أن واشنطن تضغط على إسرائيل لمنعها من توسعة الحرب، بينما تصر على توسعتها ضد “الحشد الشعبي” في العراق و”أنصار الله” في اليمن، محمّلاً إياها مسؤولية إقحام المنطقة في حروب متنقلة.