جاء في “نداء الوطن”:
انزلق لبنان نحو الحرب الجديدة في الشرق الأوسط، في اليوم الثالث من التطورات العاصفة في غزة ومحيطها. وإذا كان الجنوب بقي على مدى 23 عاماً خلت في يد «حزب الله» يقرّر فيه حرباً أو سلماً، فقد دخلت أمس الى مسرحه حركة «الجهاد الاسلامي» التي تمثل الشريك الرئيسي لحركة «حماس» في الحرب الدائرة في غزة.
واستكمالاً للتطورات العسكرية في الجنوب، نقلت وسائل الاعلام العالمية مشاهد الحشد العسكري الإسرائيلي في شمال الدولة العبرية في اتجاه الحدود مع لبنان. وأبلغت مصادر ديبلوماسية الى «نداء الوطن» أنّ هناك غطاءً اميركياً واوروبياً لإسرائيل على الحدود مع لبنان، مماثلاً للغطاء في حرب غزة. وقالت إنّ «لبنان سيترك لقدره ومصيره إذا نفّذ «حزب الله» أي عمل عسكري على الحدود الجنوبية».
وعلى الرغم من أنّ «الحزب» نأى بنفسه عن تبنّي العملية التي نفذها «الجهاد» أمس في منطقة القرار الدولي 1701، إلا أنه نعى مساء 3 من عناصره، وهم : حسام محمد ابراهيم الملقب بـ «حسام عيترون» من بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، وعلي رائف فتوني «حيدر» من منطقة زقاق البلاط – بيروت، وعلي حسن حدرج «فداء» من بيروت، وسكان بلدة حناويه في قضاء صور. ولم يذكر «الحزب» مكان سقوط عناصره الثلاثة، فيما تحدث الجيش الإسرائيلي عن قصف 3 مواقع لـ»الحزب» على الحدود مع لبنان. وليلاً، أصدرت «المقاومة الإسلامية في لبنان» الجناح العسكري لـ»الحزب» بياناً جاء فيه: «بعد استشهاد ثلاثة من الإخوة المجاهدين عصر اليوم (امس) نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية في ردٍّ أوّلي بمهاجمة ثكنة برانيت، وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي، وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وأصابتها إصابات مباشرة».
وأفادت معلومات أن خسائر «الحزب» البشرية» وقعت في أحد المواقع التي قصفتها اسرائيل، وكان فيه 13عنصراً وقضى منهم 9 عناصر، فيما أصيب 4 آخرون بجروح بالغة.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «قتل مسلّحَين تسلّلا من لبنان وفرّ ثالث عائداً الى لبنان». وفي المقابل، أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد»، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية بعد ظهر أمس من جنوب لبنان «عند الحدود مع فلسطين المحتلة». وأشارت على صفحتها الإلكترونية إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين بينهم إصابة خطرة، معتبرة أنّ «العمليّة تأتي في إطار تطبيق «سرايا القدس» مبدأ «وحدة الساحات».
وأعلن الجيش اللبناني ليلاً إصابة ضابط بجروح طفيفة بعد سقوط عدد من قذائف الهاون في باحة مركزٍ له في محيط بلدة رميش الحدودية. وكان الجيش دعا في وقت سابق «المواطنين إلى اتّخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وعدم التوجّه إلى المناطق المحاذية للحدود حفاظاً على سلامتهم». وحضّ قائد قوّة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) اللواء أرولدو لازارو، الأطراف المعنية على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها «اليونيفيل» لمنع المزيد من التصعيد».
وفي سياق متصل، ذكرت معلومات رسمية أن الطرقات العامة في قضاءي صور وبنت جبيل شهدت زحمة سير في اتجاه بيروت،» بسبب حركة النزوح من المناطق التي تعرضت للقصف المعادي». وأعلنت المدارس في قضاءي مرجعيون وبنت جبيل إقفال أبوابها اليوم. وليلاً أفادت المعلومات الرسمية، أنّ «القصف المعادي على القرى الحدودية في الظهيرة ويارين والبستان في قضاء صور أدى الى تضرر عدد من المنازل والمحال التجارية».
ومن الميدان الى السياسة، كان لافتاً موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الذي قال: «لسنا في حاجة إلى جبهة جديدة وعلى «حزب الله» ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً أنّ ثمّة تنظيمات قد تقوّض الأمن من الجنوب، ووعي القادة في «حزب الله» يجب أن يكون فوق فخّ الاستدراج. ولم أتواصل مع «حزب الله» لكنني سأتواصل».