خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
تكاد تضيع قضيّة الطفلة “لين” (الشهيدة الصغيرة) بين المنية وعكار، بين آل طالب وآل أبو خليل، بين نوّاب من هنا ونوّاب من هناك، وكأنّ من مهام النائب أن يدافع عن ناخبيه المحتملين..أبرياء كانوا أو مرتكبين!
“الأمّ” الموقوفة، لا شكّ مسؤولة، ولو كانت مطلّقة. فالطفلة طفلتها، وما جرى لها ليس وليد ساعته، كما تشير الدلائل.هو عمليّة إعتداء متكرّرة، يبدو أنّها متواصلة في الزمان والمكان..وبالتالي تتراكم الأسئلة:كيف لم تنتبه لهذه الجريمة المتمادية؟ولماذا كان هناك أخذ وردّ بينها وبين المستشفى، وبينها وبين القضاء المختصّ..وكأنّها تخبّئ سرّاً ما؟
حسناً فعل القضاء المعني بإحالة ملفّ التحقيق الى فرع المعلومات.فالثقة كبيرة بأداء هذا الفرع وبقدراته الكبيرة على كشف المستور، أيّاً كان الساتر، وأيّاً كان هذا المستور..
ومن “لين” الضحيّة، إلى المكتومة القيد والهويّة والأبوين/ الطفلة التي اكتشفها كلب، وأنقذها – حتّى الساعة – رجل عابر:إلى متى يبقى الإجهاض والحبل بدنس أو خارج الزواج من العوامل التي تزيد من إكتشاف هؤلاء الأطفال حديثي الولادة مرميين في الشوارع وقرب يراميل القمامة؟
وما يزيد الجريمة غير المكتملة ظلماً وعدواناً أنّ أمّها (من جديد نعود الى الأمّ وقلب الأمّ، دون أن نغفل مسؤوليّة الأب، في الحالتين، المماثلة لمسؤوليّة الأم..) لم تقم بأيّ جهد للحفاظ على حياة الرضيعة، فلم تضعها على باب مستشفى أو ميتم أو جامع، وإنّما تركتها على الرصيف – بأعصاب من زجاج – عرضة للموت، بحكم مرور الوقت، لولا عبث كلب شارع وصدفة مرور رجل شهم..
“لين..وأخواتها” يتكاثرن في هذا الزمن البشع:لا سطوة دولة، ومزيد من التحلّل في القيم والأخلاق والمعايير.نحن دخلنا في البلد / الغابة.نحن في وسط الغابة، وقد أضعنا معالم الطريق، وعلامات العودة والخروج.وما تبقّى منّا سوى الأشلاء، أشلاء إنسان أضاع إنسانيّته..وما تعلّم قواعد وأصول الغابات!