خاص Lebanon On Time- جوزاف وهبه
عندما نقول “طرابلس”، إنّما نقول “كلّ الشمال” أو كما يحلو لرئيس الغرفة توفيق دبوسي أن يسمّيها “طرابلس الكبرى” الممتدّة من شمال البترون إلى حدود عكّار مع سوريّا..والسؤال:هل تصلح لأن تكون “عاصمة الثقافة العربيّة 2024″؟
-في الأساس، نحن مع ما ورد في احتجاج رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفّوح منجّد إعتراضاً على تشكيل اللجنة المعنيّة بهذا الحدث الضخم، مع تسجيل أنّه ليس الخلاف مع أن يكون أعضاؤها من خارج المدينة، وإنّما أيّ لجنة لا تضمّ، على سبيل المثال لا الحصر، أمثال الدكاترة خالد زيادة وسابا زريق وأحمد العلمي وخالد جمال وطلال خوجا أو مايز أدهمي والياس خلاط وجان رطل، هي لجنة ناقصة حكماً، ولا تستطيع أن تقدّم تصوّراً ثقافيّاً حقيقيّاً يجمع بين تراث المدينة الثقافي وعنوان الحدث العربي!
-ثانياً، ثمّة إشكاليّة موضوعيّة كبيرة:ليس من السهل الجمع بين الدور الثقافي والفلتان الأمني الخطير وغير المسبوق (كلّ يوم قتيل، من القرنة السوداء، إلى فنيدق – عكار العتيقة، إلى شوارع المدينة الأشبه بالوسترن الأميركي فيما مضى..).فلا بدّ من ترسيم الحدود بين الأمن والثقافة (هل صحيح أنّ مفتعل حريق جزيرة الأرانب، الذي لا يزال مجهولاً، إنّما خلفيّته الإعتراض على اللباس البحري، كما في حادثة شاطئ صيدا؟)، حتّى تجوز الدعوات الى المثقفين العرب وغير العرب، وحتّى يكون المناخ مؤاتياً لهذا الترف الضروري والجميل!
-ثالثاً وليس أخيراً، “طرابلس عاصمة ثقافيّة” هو عنوان مغرٍ، ولكن لو نستطيع الإجماع على أن نصنع منها “عاصمة إقتصاديّة” (كما في رؤية ومشروع غرفة طرابلس والشمال) لأنّنا بذلك نكون قد خرجنا من النفق الأسود، ونكون قد أعدنا للمدينة ومحيطها الجغرافي والبشري “وظيفة” طالما افتقدتها مذ خسرت دورها السابق في أن تكون صلة الوصل الإقتصاديّة ما بين بيروت وبين العمق السوري – العربي!
طرابلس بحاجة إلى أمن وإقتصاد..وثقافة.ولا بدّ من حسن ترتيب الأولويّات حتى لا يتحوّل أيّ حدث (مهما بدا كبيراً) إلى مجرّد “غيمة عابرة” ليس إلّا، كما ستكون مهرجانات صيف 23 التي تعدّ لها لجنة مهرجاناتها، أو كما هي حال الجولات السياحيّة التي تنظّمها وزارة الإعلام من وقت إلى آخر!