عقد رئيس حزب الشباب والتغيير د. “سالم فتحي يكن” بمناسبة الذكرى الرابعة عشر على رحيل الداعية فتحي يكن 2023 حيث قال :”تطلُّ ذِكراكَ الرابعةَ عشرة ونحن أشدُّ إيماناً بما تركت لنا من إرث وميراث ، ومابينهُما من مبادىء ووصايا ، وما أكثرها يا والدي وأعظَمها، أما إرثك فدعوة للوحدة ونبذٌ للتفرقة بكل أشكالها وفظائعها وفظاعاتها ، ولقد شهدنا الدماء تزهق بين أبناء المصحف الواحد ، والقِبلة الواحدة ، والدين الواحد ، والتكبيرةِ الواحدة على إمتداد العالم العربي ، فتذكرنا وِقفتَك إماماً بالمتقين النابذين للعنف والقتل وسيلة لفرض الخيارات ،ويا ليتها كانت خياراتٌ تراعي مصلحة الأمة ، بل مصالح الذين قرروا أن يعمَلوا في جسد هذه الأمة فِرقةً وتمزيقا ، ولأجل التصدي لهؤلاء ومشاريعهم خرجتَ وثلةً من إخوانك دعاةً للحوار والتحديث والوحدة”.
اضاف:” وأما ميراثُك فصحائف بيضاء حبّرتَها بفِكرك ، فخرجتْ للناس رُسلاً صامتة تضجّ إنسانيةً ومحبة،
تدعو لقدح الذهن وتوثّب الاذهان للمزيد من الاشتباك الايجابي مع الحداثة وتحدياتها وتقديم المساهمات حيال قضايا الأمة وتحدياتها .
هذا الجهادُ الصامت ، وعِدَّتُهُ قلم ودَوَاة ، وصوتٌ ما صدح الا لقول الحق ، أثمرَ أربعين كتاباً وآلاف المقالات والمحاضرات والخطب ، خضتَ من خلالها وبها صراعاً مع من حاول طمسَ هُويتنا وتجاوزَ خصوصية شعوبنا ، ونحن سنبقى أمناء على هذا الارث بكل قوة ما حيِيْنا ، نُعيد انتاجَهُ وفق ما رسمتَ من رُؤى له ، ولن يكون يوماً مادةً بين يدي من تنكّر لمضمونه ، ويحاول أن يحرفه عن حقيقته ، إبتغاء عرض زائل” .
تابع :”والدي ومعلمي في ذِاكرك الرابعةَ عشرة ، شهِدنا ويشهدُ محيطنا تطورات كنتَ أول الساعين اليها ،
فها هي صفحةُ الفتنة السنية الشيعية تُطوى بإتفاق وتقارب جريء وتاريخي أنجزتهُ القيادتان الايرانية والسعوديه ، طوى معه مأساة عاشها أهلنا في اليمن العزيز.
كما أن صفحة التباعد والتشتت العربي طُويت بعودةِ سوريا الى موقعها الطبيعي في جامعة الدول العربية ، وما سبق وتبِع ذلك من عودةٍ محمودة للعلاقات الدبلوماسية بين الأشقاء، وكلنا أمل أن يُستكمل هذا المشهد السياسي الواعد ، بطيّ صفحةٍ بشِعة في العلاقات التركية السورية لتعود الى سابق عهدها من التعاون والتنسيق وصِفرِ الأزمات ، وبذلك تطوي الأزمة السورية آخر فصولها ، فنشهد عودة كريمة لإخوتنا الى بلدهم وأهلهم ليكونوا أول من يقيم بنيانه من جديد”.
اضاف:” والدي ومعلمي وداعيتي الأحب ، أما في لبنان ، فلا زلنا نتلهى بعرضِ العضلات ، والتشاطر في فرض الأجندات ، وسط إصرار البعض على تسفيه الانجازات ، وفي مقدمها فرض توازن القوة الذي كرسته المقاومة الاسلامية، بمواجهة العدو الصهيوني ، واتفاق ترسيم الحدود البحرية بما يفتح من آفاق استثمارية واعدة لمستقبل لبنان ،
فبدل الذهَاب الى حوار حول جوهر أزماتنا وقضايانا الملحة ، هناك من يصر على وضع العربةِ أمام الحصان ، وليتَ التوازنات الداخلية تسمح له بذلك ، أقولها ، في هذه المناسبة لكل اللبنانيين ، لا حل الا بالحوار حول ما شكـل أسباب إنقِساماتنا الداخليه الدستورية والاقتصادية والسياسية، والأجواء الاقليمية مؤاتية لذلك ، فلما لا نبادر الى ذلك ، وليتوّج حوارَنا بانتخابِ رئيسٍ للبلاد ، والاتفاق على حكومة تنفذّ مُخرجات الحوار ، وفي مقدمها قانون انتخاب يُنتج وطناً لا عشائر ، وخطة انقاذ اقتصادي تكون أولويتها إعادة أموال المودعين”.
وختم:” هل من كلام أخير يُقال فيك يا صاحب الذكرى ، وأنت الذي كنت للكلمةِ صِدقها وصديقها ومُبدع معانيها ، سأكتفي بالقول إنّا على عهدك ووعدك وإرثك ، كما أردتنا وعهدتنا ، بإرثك مؤمنون ، بين ثناياه آمنون ، وعليه مُؤتمنون.
وجزاك الله ايها الداعية الوالد عنا وعن أحبابك وأمتك خير الجزاء وشكراً لحسن إصغائكم”.