جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / فجر السعيد..وأخواتها!
فجر السعيد

فجر السعيد..وأخواتها!

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
لا يكفّ حزب الله (ومعه المقاومة والممانعة ومشتقّاتهما..) من تذكيرنا اليومي بأنّنا لا نزال في عصر الجهالة والمطاوعة السياسية، حيث لا تمرّ 24 ساعة دون “حدث جلل” يحمل توقيع القمصان السود الجاهزين في كلّ مكان وزمان، من المطار إلى قطع طريق المطار، إلى خطف محميّات البقاع الواسعة..
وآخر إبداعاته الثقافية، بمناسبة بيروت عاصمة للإعلام العربي، منع دخول الصحافيّة الكويتية فجر السعيد، واحتجازها في المطار، لحين إقلاع الطائرة في اليوم التالي، وترحيلها الى الدولة الخليجية الصديقة التي ننتظر رعاياها من السيّاح بفارغ الصبر، في صيف قيل أنّه واعد، وذلك على وقع “طبل وزمر” الإنفراج بين طهران والرياض!
القرار بحقّ الإعلاميّة السعيد اتخذ في عهد اللواء المتقاعد عباس ابراهيم.والتهمة:إنتقاد حزب الله..فهل هناك جريمة أكبر من ذلك!لقد تصرّف أمن المطار بسرعة مشهودة، وأعاد الاعلامية الى ديارها، وسط تساؤلات عديدة، ستبقى بالطبع دون جواب من مسؤولين أقلّ ما يقال فيهم أنّهم غير مسؤولين:
أين رئيس الحكومة الحريص على العلاقات الشقيقة مع دول الخليج، ممّا سيعكّر حكماً هذه العلاقات، وقد جاءت “الشتوة الأولى” من الكويت التي قالت أنّها لن تسكت بعد اليوم على معاملة رعاياها بهذا الشكل المعيب؟
أين وزير الإعلام زيّاد مكاري من هذا الإعتداء السافر على الإعلام وحرّية الإعلام، وهو الذي يتحفنا كلّ يوم بزرع شجرة لشهداء الصحافة هنا، وبكلام عن حرية القول والتعبير هنا وهناك؟
أين مرشّح الثنائي الشيعي الذي يعدنا بعودة لبنان كما كان، أي الى ما قبل جهنم، وأنّه القادر على انتزاع ما لا يُنتزع من الأمين العام نصرالله ومن الرئيس الأسد:فهل يبدأ بإدخال الإعلاميّة المبعدة الى ربوع بيروت؟
أين نقابة المحرّرين التي اكتفى نقيبها جوزيف القصيفي ببيان قال فيه “أنّه قد أخذ علماً بما جرى” دون أن يشير بإصبعه الى أنّ زمن المطاوعة الاعلامية قد مضى، وأنّ الأمن العام وغيره من الأجهزة لا يجوز أن يكون عاملاً عند هذا الحزب أو ذاك؟
وختاماً، سؤال:كيف يمكن لبيروت أن تكون عاصمة الإعلام العربي، إذا كان يقبع في مطار هذه العاصمة ” جهاز” يمنع ويقمع كلّ صوت سياسي، ناقد أو محلّل..أو “جهاز” يسمح لنفسه أن يمنع دخول أمثال فجر السعيد..وأخواتها؟