Lebanon on time جريدة الكترونية مستقلة
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
لا يبدو توقيت إنضمام النائب نعمه افرام (ومعه نائب طرابلس جميل عبّود) إلى “تكتّل الإعتدال الوطني” (أصبحوا 10 نوّاب) بالحدث البريء، كما لا يبدو كذلك إعلان النائب فيصل كرامي عن تشكيل “تكتّل التوافق الوطني” من خمسة نوّاب من الطائفة السنّية، مع أنّه كان يستطيع مثلاً أن يضمّ بسهولة ممثّل الطائفة العلويّة في طرابلس النائب حيدر ناصر، فيما ضمّ تكتّله نوّاباً من عكار وبيروت والبقاع، إلّا أنّه أراد إبعاد عن نفسه “كأس” اللقاء التشاوري الذي كان محسوباً شكلاً ومضموناً على تحالف الأسد – حزب الله!
فكلاهما، أي افرام وكرامي، طامحان شرعاً الى الرئاستين الأولى والثالثة، خاصة مع بدء سريان الوقت الجدّي للإستحقاق الرئاسي، حيث التقى التيار الوطني الحر مع القسم الأكبر من المعارضة على تسمية الوزير السابق جهاد أزعور، ما يسقط عمليّاً ورقة “سليمان فرنجيه أو الفوضى”، وما يمكن أن يفتح على مفاوضات طويلة أو قصيرة يمكن أن تأتي بمرشّح تسوية، قد يكون قائد الجيش جوزيف عون، وقد يكون من المرشّحين الرماديين أمثال زياد بارود و نعمه افرام، وهو ما يفسّر إلتحاق هذا الأخير بتكتّل الإعتدال، منطلقاً – كما يعتبر – من كتلة من 10 أصوات، إلّا أنّه ينسى أنّ لنواب تكتّل الإعتدال “راعٍ عربي شبه رسمي”، وإلّا لكانوا التحقوا بتسمية فرنجيه، كما قال مؤخّراً النائب سجيع عطيّه :”نحن مع فرنجيه إذا لم يكن هناك من فيتو عليه..”، وكما تثبت وأثبتت التطوّرات “هناك فيتو غير معلن”..على كلّ، هو يجرّب حظّه، وهذا حقّه، ومن صميم اللعبة الديمقراطية!
للنائب كرامي حسابات أخرى.كان يدرك ويتمنّى أن لا حظوظ لفرنجيه، رغم تأييده المعلن له، كونه مطّلعاً دون أدنى شكّ على “الهوى السعودي” الحقيقي.فهو يدرك أنّ حلف الممانعة مهما اشتدّ عوده، لا يمكن له أن يحصل على الرئاستين الأولى والثالثة معاً:أمّا فرنجيه، وحينها ستفتح أبواب السراي الكبير لرئيس من صفوف المعارضة، وبالتالي لا حظّ له حينئذ..وأمّا رئيس للجمهورية أقرب الى المعارضة (كما هي حال جهاد أزعور راهناً..)، على أن تكون الرئاسة الثالثة من حصّة الثنائي الشيعي..ومن أكثر تأهيلاً من فيصل كرامي لهذه المهمّة!؟
المرشّح افرام ينتظر بفارغ الصبر إحتراق أسماء الصفّ الأوّل، علّه يكون “فلتة شوط” الصفّ الثاني..والمرشّح كرامي ينتظر بفارغ الصبر نجاح المعارضة في إيصال أزعور أو من يشابهه، حتى تفتح له أبواب السراي..وقد أعدّ كلّ منهما العدّة النيابية اللازمة للدخول إلى جنّة الحكم:الإعتدال الوطني..والتوافق الوطني!