خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
كما في الشأن الرسمي، كذلك في الإهتمام الشعبي، ثمّة خليط من الخجل والقلق في ما يتعلّق بالإستحقاق البلدي والإختياري، الذي بات داهماً حسب “توقيت” وزارة الداخلية التي حدّدت السابع من أيّار المقبل كموعد أوّل لانطلاق العملية الإنتخابية بدءً من محافظتي الشمال.
رسميًاً، ورغم تحديد وزير الداخلية بسام مولوي لمهل الترشيح والإنسحاب ومواعيد الإنتخاب، إلّا أنّ لا شيء يوحي أنّ السلطة (والكتل النيابية) جادّة في التحضيرات اللازمة، ما يعني أنّه لا زال التأجيل هو السمة الغالبة على المشهد السياسي، ربّما بانتظار بلورة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، والذي يمكن له أن يدشّن عهده بهذا الإستحقاق الدستوري المهمّ!
شعبيّاً، لا زالت الحركة خجولة جدّاً لا تتعدّى الأحاديث الفردية من هنا وهناك، في نوع من جسّ النبض، لا أكثر ولا أقلّ.كما أنّ القوى السياسية المحليّة لم تحرّك بعد ساكناً، باستثناء ما بدر عن مصادر خاصة بالنائب إيهاب مطر بأنّه قد كلّف بعض فريقه الإنتخابي بإطلاق ما يمكن تسميته إستعراض الأسماء الممكنة للرئاسة وللعضوية، تمهيداً لخوض المعركة إذا ما حصلت الإنتخابات في مواعيدها.كما يتردّد أنّ المرشح النيابي عمر حرفوش قد بدأ يعدّ العدّة في نوع من “الثأر” لما جرى معه في الإستحقاق النيابي الأخير، حيث جاءت نتائجه مخيّبة للآمال..أمّا بالنسبة لباقي القوى، مثل النواب أشرف ريفي وطه ناجي وفيصل كرامي، فلا حركة من جهّتهم، وكأنّ الإستحقاق مؤجّل أو بعيد المنال..
ولكن ما يقلق في طرابلس أنّ بعض “أصحاب المولّدات” قد بدأوا في ما يشبه النشاط الإنتخابي، إستعداداً للقبض على زمام البلدية، ما يعني أنّ المجلس البلدي المقبل يمكن أن يسقط في قبضة هذه المافيا الصاعدة، وهو أمر يستدعي الحذر من القوى السياسية، كما من النخب التي يجب أن “تستقتل” لمنع حصول هذا السقوط، لأنّه سيكون رصاصة الرحمة على ما تبقّى من مجتمع مدني ومن تطلّعات إلى مجلس بلدي يساهم في النهوض من الكبوة العميقة، وليس الوصول الى مجلس يطبق على أنفاس المواطنين، كما يطبق أصحاب المولّدات وهم خارج السلطة المباشرة، فكيف الحال إذا ما أمسكوا بها من الداخل؟
لكلّ الأسماء البرّاقة في المجتمع المدني، ولكلّ الناشطين أمثال خلدون الشريف وسامر كبارة وعربي عكاوي ورامي فنج ونعمه محفوض..وغيرهم، نقول أنّه لا بدّ من الحذر، ولا بدّ من المسارعة الى نوع من السدّ المرصوص الذي يمنع من سقوط المجلس المنتظر في أيدي من يبيعون الناس حاجتهم الى النور والضوء بأغلى الأسعار في لبنان!!