خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
ما كان الموفد القطري ليحضر الى بيروت، لو كان هناك، ولو بصيص أمل من زيارة سليمان فرنجيه الى باريس.لقد حضر الأوّل لأنّ الثاني قد أخفق، ومعه الرئيس الفرنسي ماكرون، في تليين الموقف السعودي من مرشّح الثنائي الشيعي تحت غبار التوافق والإنفتاح.ولم تنفع كلّ أنواع الضمانات التي باتت “بضاعة كاسدة” في السوق الرئاسيّة اللبنانية، بعد تجربة ميشال عون المُرّة، والتي فرّقت ما بين لبنان والعرب، كما جعلت من رئيس الحكومة شاهد زور على الإمساك الإيراني بالقرار اللبناني، وأوصلت جميع اللبنانيين إلى قعر جهنّم!
السعودية قد لدغت من جحر ثنائيّة عون – الحريري، ولا يمكن لها أن تكرّرها تحت أيّ تسمية أخرى:فرنجية وميقاتي..أو فرنجيه ونوّاف سلام، لأنّ الثابت في هذه المعادلة هو رئيس الجمهوريّة ولمدّة 6 سنوات، فيما موقع رئيس الحكومة متحرّك، والتجارب الكثيرة شاهدة على ذلك، ولعلّ أشدّها “فقاعة” حين تمّ إسقاط الرئيس سعد الحريري بالثلث الضامن، وهو على درج البيت الأبيض في واشنطن!
لم يعد من مكان لفرنجيه في الرئاسة الأولى.الطريق مسدودة ما بين بنشعي وبعبدا، مهما جرى ويجري الكلام عن قوّة حزب الله، أو عن الخطّة “أ” أو ما شابه من تأويلات وتسريبات.والأدلّة على ذلك لا تعدّ ولا تحصى:
-حين توجّه رئيس تيار المرده الى باريس، تركها وليد جنبلاط عائداً.فلو كان هناك من إمكانية لتسويق فرنجيه، لالتقى الرجلان تحت رعاية الإليزيه.لم يحصل اللقاء ما يعني أنّ إستدارة سيّد المختارة لن تكون من مرشّح المعارضة ميشال معوض الى فرنجيه، وإنّما الى رئيس توافقي يشبه قائد الجيش جوزيف عون، أو رجل الإقتصاد جهاد أزعور أو النائب السابق صلاح حنين، أو (على الطريقة الجنبلاطية) المفكّر شبلي الملّاط..
-لم يترشّح، بعد، فرنجيه رغم توالي ترشيحه من رئيس مجلس النواب أوّلاً، وتالياً من الأمين العام للحزب.كلّ ذلك زاد من تعقيدات وصوله، ولم يمهّد له الطريق.المعادلة السياسية، داخليّاً وخارجياً، إختلّت عن الزمن العوني.ولم تعد تنفع لا “مونة” نبيه برّي على الكتل النيابية، ولا “أصبع” نصرالله الذي طالما رفعه في وجه اللبنانيين، فارضاً إرادته على الجميع..
-الكتل المسيحية باتت تحاصر مرشّح الممانعة في عقر داره بنشعي.عدد النواب المسيحيين المؤيّدين له لا يتجاوز عدد أصابع اليدين، ومعظمهم يدور في فلك الثنائي الشيعي، أي غير ممثّل للكتلة المسيحية الفاعلة..فمن فاز بمقعد واحد في زغرتا (النائب طوني فرنجيه) يصعب عليه الدخول الى بعبدا بالثقل الشيعيّ، ليس إلّا!
..وأخيراً، وهنا الأهمّ، ليس بالضرورة أن يصبّ أيّ تقارب سعودي – إيراني في مصلحة جماعة طهران في لبنان. فما قد تحصل عليه إيران من إستثمارات إقتصادية من السعودية ودول الخليج، لا بدّ أن تدفع مقابله في السياسة والأمن..وكلّ الدلائل تشير إلى أنّ لبنان هو من الأمكنة التي ستقبض فيها جدّة ثمن ما ستقدّمه لطهران!