خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه –
لم يعد في البلد من مسؤولين.”ضيعة ضايعة” حيث بات يدير المواطنون شؤونهم بما تيسّر من علاقات فردية، ومن مغتربين لا زالوا يحنّون على مقيمين صدّقوا – ذات مرّة – كذبة “نيّال من له مرقد عنزة في لبنان”، فعلقوا ما بين قعر جهنّم وبين أرجاء عصفوريّة!
الرئيس السابق ميشال عون وعد فوفى بقوله “إلى جهنّم”، كما وعد فوفى رئيس حكومة تصريف الأعمال بكلامه “عالعصفوريّة”، مرتحلاً بين الفاتيكان وقبرص والوقت الضائع..”لا” رئيس حكومة في لبنان.مجرّد خيال تائه في سرايا لا تزال بادية في قاعاتها آثار جريمة العصر/إنفجار المرفأ، رغم مرور أكثر من سنتين على الكارثة!
“لا” مجلس نوّاب.فقط رئيس ثمانيني (أبديّ سرمديّ) غارق في متاهة “الأحاديّة” حتى الرمق الأخير.لم يعد يعمل، ولا يتيح الفرصة لأحد أن يعمل..حتّى أنّه لم يتحمّل “فكرة” أنّ مدير عام الأمن العام السابق عبّاس ابراهيم يمكن له أن يحلّ – يوماً ما – في مقرّ عين التينة، فكان أن أبعده عن التجديد والتمديد!
الحكومة غائبة بالكامل.كلّ وزير يغنّي على ليلاه، من الدفاع الى الطاقة فالتربية والإقتصاد الذي بات يتوهّم أنّه “الرئيس المنتظر”، متحدثاً عن أهليّته للدخول الى السراي الكبير، كما جاء في كلام بائس له!
حاكم مصرف لبنان، الذي لا يزال يغامر بما تبقّى من عملة صعبة في صناديقه، بات جوّالاً بين محكمة محليّة تدينه بالفساد، بدل عن ضائع طبقة سياسية كاملة..ومحكمة أوروبية تفتّش في أوراقه الصفراء عن تبييض أموال هنا وهناك!
حتّى الحاكم الفعليّ المفترض للبلد (الأمين العام حسن نصرالله)، لم تعد تشبع جائعاً إطلالاته البليدة المتلفزة، ولا نصائحه بالصمود، تارة بالزراعة فوق أسطح البيوت، وطوراً بالتوجّه شرقاً حيث تنتظرنا المليارات الصينية – كما في خطابه الأخير اليوم -، كما لم يعد مقنعاً في كلامه عن إيران التي تريد إنقاذنا وعن أميركا (ومن قبل السعودية) التي تريد إغراقنا!
بلد بلا مسؤولين، ولا حكّام.يختطفه صرّافون وأصحاب مولّدات وسماسرة، إلى مصير مجهول.ولعلّ البطريرك الراعي أدرك ذلك، فما بقي له سوى اللجوء الى الصلاة..وربّما يتبعه المُفتيون بالإستسقاء، الى أن يسقط من السماء “رئيس” أو “مسؤول” يُخرج هذا الشعب العنيد من بطن الحوت!