خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
ما حدث بالأمس، من لقاء بين النائب اللواء أشرف ريفي والدكتور مصطفى علّوش، ربّما كان يجب أن يحدث عشيّة الإستحقاق الإنتخابي الأخير في أيّار 2022، لما من ذلك من تأثيرات واسعة على توازنات الساحة المحلّية، وعلى الواقع الوطني ككلّ في البلد.فما يجمع بين الرجلين في السياسة يتحدّر من مشارب عميقة واحدة:الإنتماء الى الحريريّة وروحيّة 14 آذار والصراع العالي السقف المفتوح مع حزب الله وما يمثّله من سيطرة إيرانيّة على القرار اللبناني الداخلي، وعلى بلدان المحيط العربي.
فاللقاء لا بدّ أن يكون بداية لجملة محطّات ومواقف في طرابلس والشمال، وبالتالي ربطاً بكلّ التطوّرات اللبنانية المتدحرجة:
-ملء الفراغ المحلّي الذي تسبّب به المجلس الدستوري حين قبل الطعن بالنائب رامي فنج لمصلحة النائب فيصل كرامي، وانتقال المقعد العلوي الى النائب حيدر ناصر، ما “كسر” ديناميّة الإجتماعات الدوريّة لنوّاب طرابلس حيث تحوّلت إلى “نصفين” (4 مقابل 4)، وهو أمر إنعكس على وتيرة الإجتماعات وعلى القدرة على اتخاذ وتنفيذ القرارات.
-إعادة خلق نوع من الزعامة الجماعية المحلية، في ظلّ غياب الحريرية السياسية، وفي ظلّ إنكفاء الرئيس نجيب ميقاتي عن لعب هذا الدور الذي تحتاجه المدينة ويحتاجه الثقل السنّي في طرابلس والمنية والضنّية وعكار.وهذا يفترض أن يتوسّع اللقاء الثنائي ليشمل قيادات أخرى، تمهيداّ لتشكيل “هيئة تنسيق” شبيهة بالهيئة التي حلّت مكان الدولة الغائبة أبّان الحرب الأهليّة، وقد لعب دوراً بارزاً في أدائها، أنذاك، الرئيس الشهيد رشيد كرامي.
-إعادة النبرة السياسية المواجهة مع حزب الله، إنطلاقاً من طرابلس، حتى لا تبدو المدينة وكأنّها قد قبلت “التطبيع” مع الحالة النافرة للنفوذ الإيراني، ما يفتح الباب أمام عودة الوجود العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية، للعب دور سياسي إنطلاقاً من “طرابلس العربية”، أو أقلّه لإعادة الإعتبار للمساعدات التي طالما لبّت حاجات أهل المدينة، علماً بأنّ الشروط السعودية لم تعد خافية على أحد:لا دعم للبنان الواقع تحت سيطرة حزب الله.إنّ “تحرير” المدينة من خلال رفع الصوت المعارض وتوحيد قوى هذه المعارضة، إذا صحّ التعبير، ربّما يساعد في فكّ أسر المساعدات!
-بدء الإستعداد الواسع والمشترك لخوض المعركة البلدية (أحصلت في موعدها أو تأجّلت)، لأنّه من المهمّ جدّاً المجيء بمجلس بلدي فعّال يستطيع أن يواكب كلّ التحوّلات الإجتماعية المعقّدة والكبيرة، ويستطيع أن يكون “الدولة الصغيرة” في ظلّ تحلّل الدولة المركزيّة الكبيرة!
قد يبدو اللقاء ريفي – علّوش عاديّا ببيانه، ولكنّ المطلوب منه الكثير الكثير، على أمل أن لا يكون كلّ هذا “التحليل” مجرّد تمنّيات لكاتبها، ليس إلّا!!