خاص Lebanon OnTime – جوزاف وهبه
ماذا يعني أن يُقتل إمام بلدة القرقف العكّارية الشيخ أحمد صهيب الرفاعي، على أيدي أبناء بلدته، ومنهم إبن رئيس البلديّة علي يحي الرفاعي ونائب الرئيس خالد التلّاوي وسائق الرئيس مصطفى ميقاتي، إضافة الى عنصر من الأمن العام من عائلة الرفاعي أيضاً؟
ماذا يعني أن يتشارك كلّ هؤلاء الأشخاص الذين استعملوا سيارتي الرانج المفيّمتين لاختطاف الشيخ من أمام الجامعة العربيّة في الميناء، وأن ينقلوه إلى ضواحي منطقة عيون السمك حيث جرت تصفيته، بشيء من روحيّة المافيا وقساوتها المعهودة؟
ماذا يعني أن يتشارك إبن الرفاعي – البلدية وإبن الرفاعي – جهاز الأمن الرسمي في قتل إبن الرفاعي/الإمام، وكأنّ عقولاً قد مسّها جنون مفرط، وكأنّ أخلاقاً قد فُقدت بلا رادع..وقد بتنا نتمنّى أن تكون هناك “مؤامرة” ما، أو أقلّه ثأر وانتقام كما تجري العادات في القرى والأرياف..ولكن، نحن أمام جريمة عارية بالكامل:كلّ هذا التخطيط، وكلّ هذا الموت في القرية الواحدة والعائلة الواحدة “بلا سبب..”، فإنّما هو حبكة محكمة بين الجنون والرعب، أقرب الى العبث والقتل المتسلسل!
كان الشيخ أحمد شخصيّة مميّزة، فاعلاً ومؤثّراً في محيطه، واعداً بمستقبل مختلف..فهل هذه الأسباب كافية لنشأة “فكرة” القتل، على أن تكشف التحقيقات الجارية تحوّلات هذه الفكرة، وانتقالها من الإفتراض الفردي إلى التنفيذ الجماعي، بمعنى آخر كيف استطاع “صاحب الفكرة” أن يقنع شلّة الأقارب والمعارف بمشاركته الكاملة في هذه الجريمة التي لا تُغتفر؟
الإمام الرفاعي “شهيداً”، ولا شيء، لا شيء يبرّر للقتلة ما فعلوه.هم يستحقّون أقصى العقوبات.القتل المجّاني لا أسباب تخفيفيّة له ولا أعذار..وقد بات يتكرّر في هذا الوطن التائه، ما يجعل القول مشروعاً بأنّ أداء الطبقة السياسية شريك كامل الأوصاف، في جريمة الإمام الشهيد، وفي كلّ الجرائم اليوميّة المشابهة!!