كتب الرقيب أول في فوج إطفاء طرابلس محمد خالد جابر:
نعم هكذا أصبح واقع موظفين فوج إطفاء طرابلس الفيحاء.
من أكبر إتحادات البلديات في لبنان يعجز عن تامين المعاشات والطبابة والمحروقات ومعدات السلامة العامة للاطفائيين اللذين قدموا شهداء وجرحى لا حصر لهم على مر السنين وفي مختلف مناطق الشمال ;ضحوا بارواحهم قي سبيل انقاذ اشخاص لا يعرفونهم ;هكذا هم منذ ان تطوعوا في هذا المجال من العمل الانساني بالدرجة الاولى فمنهم الجرحى اللذين اصبحوا يعانون من اعاقات دائمة ومنهم من توفي من ضباط على ابواب المستشفيات من فترة ليست ببعيدة للاسف ومنهم من توفي اثناء الخدمة الفعلية في سبيل تامين سلامة وانقاذ ارواح إخوانهم في الوطن ;لكن الواقع الماساوي الذي اصبح يعاني منه هؤلاء الابطال(الجندي المجهول) لم يعد يحتمل فمعاشاتهم الشهرية لم تعد تتخطى الخمسون دولار في احسن الاحوال وهذا ان تمكنوا من الحصول عليها في موعدها للاسف كما ان عائلاتهم اصبحت تعاني من الشح في كل شيئ وكان ما يعانون منه اثناء تادية واجبهم المقدس من نقص في معدات السلامة العامة(اجهزة تنفس وبدلات ضد الحريق وادوية…..) لا يكفيهم فلقد اصبحوا محرومين من الاستشفاء و عائلاتهم في كافة المستشفيات وعلى جميع الاراضي اللبنانية.
إن رجال الاطفاء في دول العالم المحترمة يتم تقديرهم واعتبارهم رجل الدولة الاول لقاء ما يقدمونه من تضحيات جسام للوطن والمواطن على حد سواء الا في بلادنا فلقد اصبح رجل الاطفاء يتوسل لقمة العيش ومحروم من الطبابة ومن ابسط مقومات العيش الكريم حتى اننا اصبحنا نشعر باننا يتامى في هذا الوطن الجريح ولا مرجع لنا ولم نعد نعلم لمن نلجئ في ظل هذا التخبط الكبير الحاصل بين اتحاد الفيحاء وبلدياتها وغياب جميع الزعنا و السيلسيين عن الوجود وكان الامر لا يعنيهم ولا يحصل في وطنهم ان كانوا يعتبرونه وطنا”من الاساس.
إن هذا الوجع هو جزء بسيط مما اصبح يعاني منه رجال اطفاء طرابلس من عذابات يومية هم وعائلاتهم.
لذلك نحن نطلب من كل شريف ومعني بشؤون هذا البلد الجريح من مغترب او مقيم او عربي او اجنبي واصحاب الاكف البيضاء الوقوف الى جانبنا ودعمنا في هذه الاوقات العصيبة والتي تخلى فيها عنا القريب قبل الغريب كما الزعيم والسياسي والمسؤول كي نتمكن من تادية مهامنا على اكمل وجه اتجاه ابناء وطننا من انقاذ واطفاء وتامين سلامة العامة من المواطنين خاصة في ظل هذه الظروف الامنية المتردية وأسوة”بزملائنا في القوى الامنية والعسكرية والتي تتقلى الدعم البسيط من جهات داخلية ودولية كي تتمكن من الاستمرار في تادية واجباتها على اكمل وجه خاصة” في ظل هذه اللامبالاة الغريبة والكبيرة واللامسؤولة من جميع المسؤولين و الغير مسؤولين اتجاه ضباط وعناصر فوج إطفاء إتحاد بلديات طرابلس المحرومين والمحرومة من ابسط مقومات الحياة.