خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
في خطوة يمكن لها أن تكون نوعيّة، فيما لو استكملت بالسرعة اللازمة وشهدت تنفيذاً عمليّاً على الأرض، أعلن نوّاب طرابلس، في اجتماع لهم عقدوه في مكتب اللواء أشرف ريفي، عن إنشاء “صندوق مالي برئاسة الدكتور رامي فنج مخصّص لترميم وتدعيم المباني المتصدّعة في طرابلس” على أن يبدأوا هم مباشرة المساهمة بتمويله للبدء فوراً بترميم الأبنية الأكثر تضرّراً، مطالبين رئيس الحكومة الإيعاز للهيئة العليا للإغاثة المشاركة في تمويل الصندوق، كما طالبوا كلّ الهيئات والمؤسّسات الإقتصاديّة في المدينة للمساهمة معهم في التمويل، إضافة الى الأهل في لبنان والإغتراب.ودعوا الوزارات المختصّة المعنيّة إلى “تحمّل مسؤولياتها والإلتفات نحو مدينة لم تأخذ نصيبها من الإنماء المتوازن”، محمّلين مسؤولية أيّ خطر يطال أهل المدينة “لكلّ القيادات في الدولة، لتقصيرهم المزمن بحقّ طرابلس وحرمان أهلها من أبسط حقوقهم”.
وتأتي هذه الخطوة السريعة لمواكبة الخطر الحقيقي على مئات الأبنية، والذي سبّبته الهزّات الأخيرة المتلاحقة، ما جعل الأمر ذا أولويّة مطلقة على كافة القضايا السياسية الساخنة الأخرى، لأنّ في المسألة حياة وموت مئات العائلات والنساء والأطفال..وقد عُقد الإجتماع بحضور كلّ من رئيس البلديّة أحمد قمر الدين، رئيسة مصلحة الهندسة في البلدية عزة فتفت، نقيب المهندسين ممثّلاً بالمهندس محمد شيخ النجارين، أمينة سرّ المحافظة ممثّلة بالسيّد وسام التيم، أمين سرّ لقاء النوّاب المحامي هاني المرعبي وعضو المجلس البلدي عبد الحميد كريمة.
وفيما حضر الإجتماع النواب ريفي، إيلي خوري، جميل عبّود وإيهاب مطر ممثّلاً بالسيّد موسى العش، يبقى السؤال مفتوحاً على غياب النوّاب الأربعة الباقين، وهم فيصل كرامي وكريم كبّارة (جال منفرداً على أصحاب بعض الأبنية المتضرّرة) وطه ناجي وحيدر ناصر:ألا يستحقّ الخطر الحقيقي الداهم على آلاف الطرابلسيين أن يتجاوز الجميع حساباتهم الخاصّة وحساسيّاتهم، ويلتقوا على موقف واحد ممّا يجعل تأثيرهم أكثر فعاليّة على أركان الدولة، كما يمكن أن يجعل الهيئات المانحة أكثر استعداداً لمدّ يد العون في هذه الظروف الإستثنائيّة العصيبة؟
ما نمرّ به عموماً، وتمرّ به مدينة طرابلس خصوصاً، إنّما هو حدّ فاصل بين الثواب والعقاب..فلا تكونوا أيّها السادة من أهل العقاب، والعقاب الشديد في الدنيا وفي الآخرة!
2