Lebanon On Time –
أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إلى أن “حالة الشعب اللبنانيّ الذي يعاني من الفقر والجوع، ومن حرمانه الدواء والغذاء، ومن فقدان الحقّ والعدل، إنّما هي نتيجة سوء أداء السياسيّين الممعنين في خيانة الشعب. نعم في خيانة الشعب الذي ائتمنهم على مؤسّسات الدولة لكي يحكموا له بالحقّ والعدل، ويؤمّنوا الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كلّ واحد. ذلك أنّ نوّاب الأمّة بالطاعة العمياء لمرجعيّاتهم يحجمون عن انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويؤثرون الانهيار المتفاقم في المؤسّسات الدستوريّة والعامّة، وقهر الشعب، وإرغام خيرة قوانا الحيّة على مرارة الهجرة.
وسأل الراعي خلال عظته اليوم الأحد، “أليست هذه خيانة عظمى؟ بل جرمًا عظيمًا بحقّ الشعب اللبنانيّ والدولة؟ كيف بإمكانهم أن يغمضوا أعينهم عن رؤية شعبنا الفقير المقهور، وعن رؤية مؤسّسات الدولة تتهاوى وتسقط؟ وأن يصمّوا آذانهم عن صراخ المرضى المحرومين من الدواء وإمكانيّة الاستشفاء؟ أإلى هذا الحدّ من الحقد والكيديّة بلغ نوّاب الأمّة ومرجعيّاتهم؟”.
وتابع، “وما القول عن القضاء، هذا العمود الفقري للدولة؟ الذي يُهدم أمام أعيننا من أهل السياسة بتدخّلهم وضغوطهم، ومن أهل القضاء أنفسهم المنصاعين لهم؟ هذه كلّها نتيجة غياب رأس للدولة!”.
وأضاف، “ويتكلّمون عن ضرورة الحوار من أجل الوصول إلى مرشّح توافقيّ، فيما البعض يتمسّك بمرشّحه ويريد فرضه على الآخرين، والبعض الآخر يتمسّك بحقّ النقض ضدّ ترشيح هذا أو ذاك من الشخصيّات المؤهّلة وهي عديدة”.
وأردف، “أوّل ما يقتضي هذا الحوار، إذا حصل، الانطلاق أوّلًا من لبنان ووضعه ومن حالة اللبنانيّين، ومن ثمّ البحثَ عن المرشّح الأفضل والأحسن لهذا الظرف. ويقتضي ثانيًا التجرّد عن الأنانيّة الرامية إلى المصلحة الخاصّة. يقول الكاتب والمفكّر الفرنسي بسكال: “الأنا ظالم بحدّ ذاته، إذ إنّه يجعل نفسه محور كلّ شيء، ولا يقبل الآخرين بل يرغب في استعبادهم. فكلّ أنا هو العدوّ ويريد أن يتسلّط على جميع الناس”.
المصدر: إذاعة لبنان الحر