خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
على طريقة “عمّه” رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، يخوض جبران باسيل حروبه المستدامة دون أن يفتّش عن أرباحها المباشرة، في نوع من العبثيّة التي أوصلت ميشال عون الى باريس جنرالاً هارباً أو منفيّاً، وأعادته الى قصر بعبدا رئيساً لمدّة 6 سنوات بالتمام والكمال..
لقد راكم عون حروبه الخاسرة، ضدّ الرئيس الراحل حافظ الأسد وانتهت بسقوط قصر بعبدا في القبضة السورية، إلى حرب الإخوة/الأعداء مع القوات اللبنانية والتي انتهت بخراب ما كان يسمّى ببيروت الشرقية، الى معاركه فيما بعد مع سعد الحريري (وان واي تيكيت) وحاكم مصرف لبنان، وغيرهما من مراكز القوى اللبنانية، وكلّ ذلك دون أن يسجّل نصراً واحداً مبيناً ومباشراً، ولكنّه إستثمر (ولا يزال) في تراكم كلّ هذه الخسائر ليخرج منها رابحاً، في النهاية، شئنا أو أبينا، ولو على حساب البلد وعلى حساب ما جرى ويجري فيه من إنهيارات على كافّة المستويات!
وها هو التلميذ النجيب جبران باسيل يرسم مصيره بالصورة التراجيدية نفسها التي رسمها عون لنفسه: حارب في الجبل ضدّ وليد جنبلاط ليخسر في واقعة قبرشمون.
وحارب ضدّ نبيه برّي (البلطجي) ليتحالف معه في الانتخابات النيابية.ويحارب ضدّ نجيب ميقاتي، قاتلاً أو مقتولاً، دون أن يرفّ له جفن رغم لقاءات الحكومة والتي تسجّل نقاط على حسابه لصالح رئيس الحكومة.ويستمرّ في الصراع مع القوات اللبنانية رافضاً الإعتراف بغلبة تمثيلهم للشارع المسيحي.
وأيضاً يبيع ويشتري في ترسيم الحدود، وفي العقوبات الأميركية، وفي توتّر العلاقة مع حزب الله، وفي رفض ترشيح سليمان فرنجيه وقائد الجيش جوزيف عون، وفي موضوع الكهرباء والذي يفترض به أن يكون “نقطة ضعفه” ليحوّله الى نقطة قوّة من خلال تلويحه بترشيح وزيرة الطاقة السابقة (الأسوأ في الأداء الوزاري) ندى البستاني الى رئاسة الجمهورية، وكانّه هو المنتصر، وليس المهزوم، في كل هذه المعارك الدونكيشوتية!
جبران باسيل يكرّر تاريخ “عمّه”، جملة وتفصيلا.هو يرى أنّ كثرة الحروب (وليس المهمّ إذا ما ربح أو خسر) هي التي تحتسب، وهي التي في النهاية توصله الى ما يريد..ومن لا يصدّق، فلينظر الى مسيرة ميشال عون، من رئيس للوزراء في نهاية حكم أمين الجميّل..الى رئيس للجمهورية بعد سنتين ونصف من تعطيل البلد.نقول، التاريخ لا يعيد نفسه..وفي الواقع أنّ باسيل يعيد إستنساخ هذا التاريخ بعبثيّة قضت وتقضي على الأخضر واليابس!