الجاني يعتقل المجني عليه في بلد الفساد العارم

خاص – Lebanon On Time – خالد أبو شام

لسنا ندري إلى أي مدى ستصل بنا دولتنا الميمونة التي لم تترك طريقة أو أسلوبًا من أساليب الفساد والظلم و اللامبالاة تجاه شعبها إلا واتخذته نهجًا تمشي به، وصيغةً تحتذي بتطبيقها، فقد عشنا ونعيش هذا الإفساد، ونعاني ما نعانيه من سياساتها المدمرة في البلد، ولكن أن تصل بها كمية الظلم والإجحاف إلى درجة أن تنصر الظالم على المظلوم بهذه الطريقة البشعة فهذا أمرٌ جَلَلٌ، وحدثٌ عظيم يخجل أكبر سفّاحي التاريخ عن تبنيه و المجاهرة به، فرغم سكوتها عن أكبر جريمة بحق لبنان في عصره الحديث وهي انفجار المرفأ التي ذهب ضحيته الآلاف بين قتيل وجريح، لا بل وتخاذلها عن إحقاق الحق ومحاسبة المجرمين أو حتى مساءلتهم رغم معرفتهم ومعرفة المسبب الأول بهذه الكارثة، إلا أنها وبكل وقاحة أقدمت على اعتقال الشاب ” وليم نون” شقيق أحد ضحايا الانفجار “جو نون”، والذي قرر عدم السكوت عن دم أخيه وهو يرى كيف تُلفلَف القضية وكأنها حدث عادي، وكيف يصبح الحق باطل والباطل حق بهذه الصورة المستنكرة في هذا الوطن المسروق، فهو ما برحَ يطالب بحقه المقدس في محاسبة المتورطين بدم الأبرياء، ولا يريد إلا الحق، وإنصاف القضية التي إذا طُمسَت وطُويت كما يريد المجرمون لدينا، فغيرها أهون على الطمس، وغيرها أسهل على النسيان، فلا تسأل وقتئذٍ لا عن بلد ولا عن حق ولا عن مظلوم.
إن موضوع اعتقال الشاب المناضل وليم نون هو جريمة بحق البلد كله، وضربة قاصمة في صميم العدالة، إذ تجدر الإشارة إلى أن فرع أمن الدولة الذي قام بتوقيف نون يوجد بحق مديره العام إدعاء لدى القاضي بيطار بنفس القضية، فبدل أن يتم توقيف الجاني، يُعتقل المجني عليه، فبأيّ منطقٍ يسير البلد، وإلى أين نحن ذاهبون بعد هذا البغي غير المطاق؟!