خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
طالما قيل أن أوراق ميثاق الطائف بأمان وسلام كونها في عهدة رجل الدستور رئيس مجلس النواب السابق، الحريص على البلد ومؤسساته وعلى صيغة التوافق الوطني.اليوم، لقد رحل حامي الميثاق وحافظ أوراقه وأسراره:فمن يرث هذا الكنز الثمين، بعد غياب الرئيس حسين الحسيني عن 86 عاماً؟
الدولة بجميع أركانها ستدخل في حداد عام لمدّة ثلاثة أيّام حزناً على الفقيد الغالي، الذي لا يختلف اللبنانيون على قيمته الوطنية والقانونية والدستورية..ولكن هل سيختلفون على إرثه المحفوظ لديه منذ العام 1989؟
لا شكّ أنّهم سيختلفون.فهم قد اعتادوا على الإختلاف حول كلّ شاردة وواردة، وآخرها وليس أخيرها، مسألة إنعقاد مجلس الوزراء في ظلّ الفراغ الرئاسي الذي توحي كلّ المؤشّرات أنّه سيطول ويطول، فما الذي يمكن أن يحصل؟
الرئيس نبيه برّي سيكون أوّل المطالبين بالإحتفاظ بملفّات الطائف.فهو من المشاركين في صناعته، وهو رئيس لمجلس النواب كما كان الحسيني الراحل.ويمكن أن يضيف حجّة جديدة:من الطائفة الشيعيّة وإلى الطائفة الشيعيّة يعود، كما جرى ويجري في الكثير من شؤون الدولة، ووزارة المال أصدق دليل!
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد يقول أنّه السلطة التنفيذية راهناً، وبالتالي من حقّه أن تنقل جميع الملفّات الى السراي الكبير، حيث تكون في الصون والحماية دون أن تضيع منها ورقة، أو يكشف سرّ من أسرارها!
أمّا الطامة الكبرى فستكون عند من يعتبرون أنّ أيّ شيء يدور فوق الأراضي سيكون مساساً بحقوق الطائفة المسيحية، وأنّ القصر الجمهوري، ولو فارغاً، هو المكان الطبيعي لاحتضان كلّ ما يمسّ تاريخ وحاضر ومستقبل البلد.جبران باسيل لن يتأخّر في رفع لواء الصلاحيات والحقوق المهدورة!
المعركة ستكون ظريفة، إلّا إذا جرى التوافق على اعتبار كلّ المحاضر إرثاً خاصاً بعائلة الفقيد الراحل، فيبقى كلّ شيء على حاله، وتبقى أسرار الطائف في عالم الغيب.
على كلّ، حتى في رحيله، أنقذ الرئيس حسين الحسيني البلاد من جلسة لانتخاب رئيس جديد، كانت ستكون مملّة ومكرّرة ولزوم ما لا يلزم!