خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه –
تكاد تغيب هموم محافظة عكار، وريف طرابلس أي المنية والضنية، عن بيانات “تكتّل الإعتدال الوطني”، علماً بأنّ نشأته وتمثيل نوّابه إنّما تنمّ عن ضرورة حمل لواء الحرمان والتهميش اللاحق بهذه المناطق التي يمثّلها أعضاؤه الستّة، إضافة إلى أمين سرّهم النائب السابق هادي حبيش!
ولعلّ البيان الأخير (الصادر في 5/1/2023) يؤكّد هذا المنحى الذي يغيب فيه الهمّ المحلي لصالح السياسي العام، والذي لا يقدّم ولا يؤخّر، سوى أنّه ترداد رتيب لمواقف قديمة – جديدة:
-في البند الأول، كما درجت العادة، تهنئة أو تعزية أو مجرّد إستنكار.وبما أنّ البيان يتصادف مع الأعياد ورأس السنة، فهو للتهنئة بحلول هذه الأعياد، مع التمنّي بأن “تكون مناسبة لالتقاء الجميع ووضع الخلافات جانباً”، وهو كلام أقرب إلى ما يجري التشبّه به (أبو ملحم..) بمعنى أنّه لا تأثير له في الأحداث والتطوّرات السياسية الجارية، دون حسيب أو رقيب!
-في البند الثاني، رفض للفراغ الرئاسي، مع الدعوة الى “وجوب التعامل مع هذا الاستحقاق بمسؤولية وترفّع بعيداً عن منطق الشروط والشروط المضادّة..”.وهنا لا بدّ من تساؤلين برسم نواب التكتّل الأشاوس:
الأول، أليس الإصرار على الاقتراع العبثي بورقة “لبنان الجديد” هو نوع من التخلّي العملي عن المسؤولية التي يدعون الآخرين إليها؟
والثاني، لماذا التعمية عمّن يضع الشروط والشروط المضادّة؟أليس في ذلك هروب من مواجهة الحقائق..وإلى متى؟
-في البند الثالث والأخير، يستغرب التكتّل “طريقة تعاطي الكتل السياسية مع دعوة رئيس الحكومة الى عقد إجتماعات إستثنائيّة”، محذّرين من “إنهيار الهيكل على رؤوس الجميع”..وهنا السؤال:هل بات دور النائب يقتصر على التحذير والإستغراب، وهل يكفي ذلك كي يشبع جائع، ويعمل عاطل عن العمل، وتستعيد الدولة عافيتها؟
ببساطة شديدة:ما هو تأثير هذا البيان (والبيانات المكرّرة المشابهة) على مجرى الأحداث، وعلى حياة ومصالح الناس؟إنّه مجرّد صوت صارخ في برّية، كمن يريد أن “يغسل يديه من دم هذا الشعب..”.ما هكذا تكون السياسة والمسؤولية الوطنية، أيّها السادة النواب أحمد الخير، عبد العزيز الصمد، وليد البعريني، محمد سليمان، سجيع عطيّه وأحمد رستم!