خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
في آخر تصريح له عن درج بكركي، أكّد وزير الداخلية بسّام مولوي أنّ الوزارة قد أطلقت التحضيرات لإجراء الإنتخابات البلدية في موعدها المقرّر في أيّار القادم أي بعد حوالي 4 أشهر لا أكثر، بعد تأجيلها لمدّة سنة واحدة بسبب تقاطع موعدها مع إجراء الإنتخابات النيابية في أيّار 2022، وأنّه سيكون جاهزاً لإجرائها دون عوائق وبكلّ شفافيّة..ولكن ثمّة سؤالان كبيران:الأوّل، هل الدولة بلا رئيس للجمهورية، وبلا حكومة كاملة الثقة، قادرة على القيام بهذا الإستحقاق الكبير؟ والثاني، هل من مصلحة للقوى السياسية في خوض غمار هذا الإستحقاق؟
لا شكّ أنّ وجود رئيس جديد للجمهورية (أيّا كان الرئيس) يؤدّي حتماً الى إجراء الإنتخابات البلدية، لما في ذلك من إثبات لتداول السلطة بشكل ديمقراطي، وخاصة أمام المجتمع الدولي الذي يراقب الحراك السياسي اللبناني بعين ثاقبة وناقدة..أمّا الإستمرار في الفراغ الرئاسي، وبالتالي في حكومة تصريف الأعمال بكلّ تناقضاتها وصراعاتها، قد يقضي على “تمنّيات ولوجيستيات” وزارة الداخلية مهما كانت صادقة وجاهزة وجدّية!
أمّا الجواب عن جهوزيّة (ومصلحة) القوى السياسية، فيتشعّب ويختلف بين طرف وآخر.فالتيار الوطني الحر، الخارج من قصر بعبدا والخارج من التجربة النيابية المرّة، سيسعى بكلّ قواه لإبعاد عنه “هذه الكأس” خاصة وأنّ الدعم الشيعي الذي أنقذه في الكثير من المقاعد في الإستحقاق النيابي، لا يمكن له أن يتكرّر في توازنات القرى والبلدات والمدن المسيحية، حيث لا يعود “الصوت الشيعي” فاعلاً ومؤثّراً.عدا عن أنّ تحالفات المعارضة المسيحية والدرزية لن تصبّ لمصلحته أبداً، حتى في عقر دار جبران باسيل أي مدينة البترون!
وهنا قد تلتقي مصلحة التيار مع مصالح الثنائي الشيعي، فهما في غنى عن معارك في مناطق نفوذهم، في ظلّ الواقع الإجتماعي الضاغط، والذي قد يشكّل لهما إرباكات كثيرة وكبيرة!
القوى التغييرية قد لا تكون متحمّسة أيضاً، خاصة بعد انكشاف تجربتها في مواجهة الواقع السياسي، وبعد أن تحوّ النواب ال 13 إلى مجموعات متباعدة، حيث فقد شعار التغيير بريقه وتأثيره في حسم الأمور.
ربّما وحدها القوى المعارضة (القوات اللبنانية، التقدمي الإشتراكي، الكتائب اللبنانية، كتلة تجدّد، والقوى الأخرى) لن تكون ممانعة في إجراء الإنتخابات لأنّه يمكن لها أن تحقّق إنتصارات في الكثير من المواقع البلدية، ما يحسّن من شروطها السياسية.
أمّا عن طرابلس وباقي أقضية الشمال، فلها حساباتها المتنوّعة، والتي تستحقّ مقاربة تفصيلية خاصة بها!