Lebanon On Time –
ترأس المونسنيور نبيه معوض قداس عيد الميلاد المجيد في كنيسة مار مارون في طرابلس، بحضور حشد من المؤمنين، وشدد في عظته على ترسيخ ثقافة المحبة والسلام والتسامح ونبذ الفتن وقال: ولد المسيح هللويا
وينظر إلى الأرض فإذا الشدة والظلمة وليل الصيق وديجور الإنحلال” بهذه الكلمات ينتهي الفصل الثامن من سفر أشعيا النبي .
ضيق وظلمة وليل شديد يسود وشعب لا يبصر .
“ولكن”!
أخواتي وإخوانب ، نأتي إلى الآتب في يون ميلاده في العالم وفي كل إنسان ، لكي نندهش من هذا الحدث العظيم الذي أربك عقل الإنسان : الله صار بشرا . أخذ لحماً ودماً من مريم الإنسان ، لكي نصير نحن آلهة معطيا إيانا لحمه ودمه الإلهيين.
اضاف:” في هذه المناسبة الرفيعة القدتسة والسامية ، نحمل إليكم محبتنا ، نحن كهنة مار مارون سائلين الطفل الإلهي أن يشرق بنوره في قلوبنا فنصبر له آلية مقدسة لا عيب فيها ولا وسخ ، وان يعم سلامه على لبنان والعالم بأسره ، وأن ينعم إخوتنا وأخواتنا المعذبين في الأرض بالفرح والهناء.
“ولكن”!
“ولكن”! ، بهذه العبارة يفتح الفصل التاسع من سفر أشعيا النبي، وهو ينبىء بانبلاج صبح جديد يحمل نوراً سماوياً يقضي على ظلمات الموت والقهر والضيق ، ويبشر بيوم جديد ملؤه الفرح ، فالشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً (أش ١:٩) :لأن نور الرب أشرق حولهم ” (لو ٢/٩)
هو نور الرب إذا ، من سيسبب “فرحاً عظيماً يكون للشعب كله ” (لو ١٠:٢) على ما قاله الملائكة للرعاة في بيت لحم . يشبه هذا الفرح فرح المزارعين في يوم الحصاد (اش ٢:٩) ، خيث وبعد طول انتظار واشهر من المعاناة والتعب والترقب ، تفيض الغلال ويفيض معها الخير ، وبالخير والفرح.
انتظر الناس الآتي ، صلوا سائلين السماء ان تمطر الصديق ، وبعد طول انتظار وصبر مقدس أتى، فأبصره المائتون وفرحوا.
وتابع:” لماذا الفرح ؟
لأن الله صار إنساناً “وسكت بيننا” (يو ١٤:١) ، الذي كان مع الله منذ البدء (يو ١:١) .
المتسامي والمتعالي والبعيد عن إدراك البشر “ولد لنا ولد، اعطي لنا ابن” (أش ٥:٢) شابهنا في حالتنا الإنسانية ، دون أن يشابهنا في وضعنا الساقط بعمل الخطيئة ، لأن الخاطىء لا يستطيع أن يخلص الخطأة بل البار وحده . واسمخ “عجيب” يدل على ما ومن هو ، وعلى عمله :اسمه “يسوع” ومعنى “الله يخلص” ، هو الله الآتي إلينا لكي يحررنا من خطايانا ويعيد إلينا بهاء صورتنا الأولى التي فقدناها بفعل شرورنا : باسمه نتبارك ونتقدس ، وباسمه نتحرر من الشرور، وباسمه يشفى مرضانا ، وباسمه تجري العجائب ، وباسمه ننتصر على أعدائنا ، وباسمه نترجى القيامة والحياة الجديدة في الدهر الآتي.
نحن في ضيق ، ولكن !
واردف:” أيها الأحباء ، نحن في ضيق! وظلال الموت تظلله من كل ناحية ضيق سياسي يمنع من ايجاد حلول سياسية لازمات وطننا لبنان ، ضيق اقتصادي يضغط على المؤسسسات ويقودها إلى الإفلاي ويساهم في انشاء البطالة . ضيق اجتماعي يتمثل في اتساع رقعة الفقر ونسبة الفقراء العاجزين عن تلبية حاجاتهم الأساسية. صيق روحي يتمثل في الابتعاد عن الله والإنغماس في الخطيئة وانتشار الرذيلة وعقلية اللامبالاة والأنانية وغيرها الكثير من الضيقات التي تجعلنا في حالة اضطراب عاجزين عن تلمس طريقنا.
“ولكن” ، ما قيل قبلاً للسائرين في الظلمة يقوله لنا الرب الآن: ستبصرون نوراً عظيماً إن فتحتم أعينكم على هذا النور ووثقتم به. هو نور ساكن بيننا وهو فينا . يتفجر من الكلمة الساكنة بيننا ، من الإنجيل ومن الأفخار ستيا حيث يصير هو فينا ونحم فيه، يشع على العالم بالنعمة.
وختم:” حل الله يتجسده في كل نفس بشرية لكي يرمم ما أفسدته الخطيئة ، فلنسرع إلى ملاقاته كما فعل الرعاة والمجوس، وآباؤنا وأجدادنا ، ولنحمل إليه هدايانا الثمينة ، خطايانا الشخصية ، نقدمها له، فننال منه المغفرة والمعونة لضعفنا ، وننتصر وينتصر فينا على كل ظلمة فيشرق نوره من جديد فينا وفي عالمنا . آمين.
وعلى وقع قرع الاجراس والترانيم الدينية تقبل معوض التهاني من المؤمنين.