وجدي العريضي –
إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في الداخل والخارج من لقاءات واتصالات فما عليك الا أن تدرك أن ثمة تسوية في طريقها الى الربوع اللبنانية، وستهبط هبوطاً اضطرارياً في ساحة النجمة لانتخاب الرئيس العتيد .
وفي المعلومات المستقاة من جهات فاعلة، يُنقل بأن معادلة السين – سين عاد الحديث عنها من جديد كونها ممراً لاستقرار لبنان وتمرير استحقاقاته الداهمة وثمة لقاءات تحصل في هذا الاطار بعيداً عن الأضواء، وفق ما يشير اليه البعض من المواكبين والمتابعين لهذه الحركة، وبمعنى أوضح أن عودة التواصل السعودي – السوري له انعكاساته الإيجابية لجملة اعتبارات لما يمثلان من حضور قديم العهد على الساحة الداخلية، وبالتالي ثمة جمهور وحلفاء لكليهما في ظل تكتم عما يجري في هذا السياق، الا أن العارفين في بواطن الأمور يشيرون الى هذا المعطى الجديد.
على خط مواز، وفي خضم هذه اللقاءات والاتصالات وما يُرسم من تسوية بدأت معالمها تظهر إثر لقاء الرئيسين الأميركي والفرنسي جو بايدن وايمانويل ماكرون، يشير النائب #أشرف ريفي ” لـــ النهار”، الى أنه وفق معلوماته ثمّة تحرّك من الفاتيكان باتجاه أوروبا والولايات المتحدة الأميركية من أجل تفعيل الملف اللبناني دون استبعاد ظهور نتائج لهذا التحرك قبل نهاية السنة الحالية، ويرى ريفي أنه وفي حال أثمرت هذه المبادرة قد يكون للبنان رئيس للجمهورية مطلع العام الجديد.
ويتابع قائلاً، المسألة تدور على ثلاثة مرشحين النائب ميشال معوض ومن ثمّ قائد الجيش العماد جوزف عون والنائب السابق سليمان فرنجية، لافتاً أن توجه المعارضة يكمن بعدم قبول مرشح الممانعة، اذ يُبقينا في حالة عزلة عربية ودولية واستمرار المعاناة القائمة أي أن نبقى في جهنم التي أخذنا اليها الرئيس السابق ميشال عون، فهل نكرر هذه التجربة؟
ويشير ريفي، أن استراتيجية المعارضة هي في استمرار دعم النائب معوّض مما أضعف الفريق الآخر العاجز عن تقديم مرشحه أي الممانعة وفي طليعتهم حزب الله، خوفاً من انفراط عقدهم وارتفاع منسوب وحدّة الخلافات والتباينات فيما بينهم، فحزب الله لا يعمل على التفريق بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وسليمان فرنجية، لأنه بحاجة لغطاء مسيحي وتحديداً التيار البرتقالي.
أما بشأن التأثير السياسي وسواه بعد عودة النائب فيصل كرامي الى الندوة النيابية، يرد ريفي أن النائب كرامي ابن بيت سياسي عريق وكان وزيراً ونائباً ولا أريد الدخول في الزواريب السياسية فتجربتنا مع نواب #طرابلس كانت ناجحة من خلال مواكبتنا الحثيثة للقضايا الإنسانية والاجتماعية والصحية والتربوية على اختلافها بمعزل عن التباينات السياسية، وآمل أن نسير ضمن هذا الخط البياني مع كرامي وسواه لنكون فريقاً واحداً لخدمة المدينة بعيداً عن المحاور فهذا هو الهدف الأسمى لخدمة أهلنا والوقوف الى جانبهم في هذه الظروف الصعبة.
وفي سياق آخر، يستبعد النائب ريفي حصول حدث أمني كبير على خلفية الواقع الاجتماعي المأزوم، وذلك يعود الى دور القوى الأمنية الشرعية، وتحديداً جهوزية الجيش اللبناني بشكل أساسي واستراتيجية قائده العماد جوزيف عون الذي يُمسك بزمام الأمور، دون أن أستبعد إمكانية لجوء حزب الله الى توتير أمني والقيام بعملية اغتيال على خلفية أنه له سوابق في هذا الإطار بفعل تركيبته التوتاليرية.
وعن تواصل وتنسيق المملكة العربية السعودية مع النواب السنّة، يردّ ريفي لا يمكن تجاوز الدور العربي في المعادلة الرئاسية وتحديداً السعودية، وقد تُرجم ذلك بقرار خارجي جامع الذي أكّد على رفض التساهل مع أي خيار لقوى الممانعة والفاسدين والمرتكبين وتحذيرهم من إعادة تجربة انتخاب ميشال عون الذي أوصل البلد الى جهنّم من خلال الإساءة لدول الخليج والغرب وإلحاق البلد بمحور الشرّ أي إيران، وأستغرب كيف أن مكوناً من المكونات اللبنانية وأقصد هنا حزب الله كيف بإمكانه أن يتخيل جرّ البلد التعددي الثقافي المنفتح الى مشروع لا يشبهه لا ماضياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً، ولا يمكنه بأي شكل من الأشكال الالتقاء بالمحور الإيراني ومن سائر المكونات الطائفية والمذهبية وحتى مع قسم كبير من الشيعة الأحرار وشيعة العرب، هذا النموذج الإيراني أصبح خارج الزمن ولا يمت للشعب الإيراني العريق بحضارته وانفتاحه بأي صلة ولا أستغرب انتفاضته على النظام المللي الذي كان أسيراً لايديولوجية دينية غير متجانسة مع حقيقة الدين الإسلامي وجوهره.
وعن الاحتجاجات في إيران، يخلص ريفي قائلاً مهما كابر هذا النظام وحزب الله لا يمكن أن يغفلا شواهد التاريخ، وليتذكروا سقوط الاتحاد السوفياتي والأنظمة التي كانت تدور في فلكه، ما ينسحب على إيران ومن يسير في رُكاب نظام الاستبداد القمعي.