خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
قبل صياح الديك، وعند أول إستحقاق سياسي (الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية) أنكر النائب الدستوري حيدر ناصر إنتماءه الى لائحة “إنتفض..للتغيير”، لافتاً الى أنّ أعضاءها هم الذين بادروا الى الاتصال به، وأنّه بالأساس مرشح مستقل..كما أنكر، من جهة ثانية، نيابته المفترضة عن مدينة طرابلس (والدائرة الثانية)، حيث قال في أول مقابلة تلفزيونية له، بعد انسحابه من الجلسة الرئاسية، أنّه ملتزم بتأييد من تؤيّدهم “بيئته” (والمقصود حي جبل محسن) مسمّياً كلّاً من المرشحين سليمان فرنجيه وجبران باسيل، ليس إلّا!
وهكذا يكون النائب الجديد حيدر قد لحق بركاب النائب المطعون به فراس السلوم الذي فاز على لائحة إيهاب مطر – الجماعة الاسلامية، وراح يدبك على وقع نشيد البعث تحت راية رفعت عيد، ما يجعل السؤال الكبير مشروعاً:متى يعتبر بعض أهالي جبل محسن (وحيدر والسلوم منهما، على عكس النائبين السابقين علي درويش والراحل بدر ونّوس) أنّهم جزء من مدينة طرابلس، وبالتالي من لبنان، وليسوا جزءً من النظام السوري، بحكم التكوين المذهبي الجامع فيما بينهم؟
لقد أخطأ النائب حيدر خطأ قاتلاً حين حصر خياراته السياسية في “بيئته” فيما الفرصة متاحة له للعب دور في وصل ما انقطع من أواصر بين بيئته الصغيرة (الجبل وأهله) وبين البيئة الكبيرة (المدينة وأهلها) جرّاء الحروب العبثيّة المديدة التي باعدت ما بين المجموعات البشرية، خاصة وأنّ مهنته كطبيب جرّاح تدفع به الى المدى الانساني الواسع، لا المناطقي – المذهبي الضيّق، كما أنّه نجل أستاذ الرياضيات (والسفير) آصف ناصر الذي علّم أكثر من جيل في أكثر من ثانوية في طرابلس!
ولا بدّ في هذا السياق من التذكير ببعض الأخطاء السابقة في خبايا تكوين لائحة التغييريين، في أيّار الماضي، حين رفضوا دخول أمثال النقيب نعمه محفوض الى اللائحة بحجّة أنّه من جماعة “كلّن يعني كلّن”، فيما يتبيّن أنّهم قد ساهموا في إنجاح أمثال النائب حيدر!