خاص – Lebanon On Time – شريهان سعديه
ترزح طرابلس تحت اهمال وتهميش ممنهج تبنته الزمرة الحاكمة منذ أكثر من عقدين إلا أن أزمة الكهرباء أثبت أن لطرابلس دوماً الحصة الأكبر من الحرمان، في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن المدينة، إلا أن لأبناء عاصمة الشمال رأي آخر فهم لم يستسلموا إزاء هذا الظلم الممنهج ضد مدينتهم التي عانت كثيرًا من حملات الافتراء والتشويه والتضليل من قبل بعض المتربّصين بها شرًّا، حيث بادرت جمعية “للخير أنا وانتِ” وبالتعاون من أبناء المدينة بانارة طرقات مدينتهم وأثبتوا قدرتهم على تغيير ما لم تستطع الزمرة الحاكمة القيام به ، إذ أظهرت الجمعية وبمبادرة منها أن لا مستحيل أمام الطرابلسيين، وأنه بالتعاون والتكاتف يمكن أن يحدثوا فرقاً كبيراً.
وفي حديث لـ “Lebanon On Time”، اعتبرت رئيسة جمعية ” للخير أنا وأنتِ” الاستاذة ياسمين غمراوي أن ” الجمعيات الخيرية والاجتماعية والانمائية بالتعاون مع أبناء المدينة الخيرين والوطنين يمكن أن يحدثوا فرقاً بواقع المدينة المؤلم وهذا ما اثبتته تجربتها خلال الفترة السابقة حيث تظافرت عليها المساعدات من صغار التجار والمواطنين والمؤسسات التجارية في سبيل تحسين وتجميل صورة مدينتهم الحبيبة في مشاريع خيرية نظمتها ونفذتها الجمعية مثل: تعلم نحن حدك، اشتغل ونحن حدك، تنظيم سوق خيري لتوزيع المواد الغذائية على ٣٠٠ عائلة، إفطار صائمين في رمضان ، توزيع حصص ولحوم على فقراء المدينة، حملة دفا في الشتاء ، مركز “قرآني حياتي” لتعليم التربية الإسلامية، مركز “cis” لتطوير المهارات الفكرية، مشروع التنمية والإرشاد والاهتمام بمشاريع إنمائية في طرابلس”.
ولفتت أن “مشروع انارة طريق الميناء جاء من وحي واقع المدينة المظلم وحفاظاَ على الأمن النفسي لأبنائها الذين حرموا بشكل تام منذ أكثر من شهر من الكهرباء ، فقد بدأت جمعية “للخير أنا وأنتِ” بهذا المشروع انطلاقاَ من المشاريع التي سبق ونفذتها في المدينة من رسومات على الحائط ، زرع الأحواض ،قص أوراق الشجر وذلك بعد التنسيق مع بلدتي طرابلس والميناء
وأضافت غمراوي :” قررنا أن ندرس موضوع إنارة هذا الطريق المهم في المدينة، وذلك بتمويل من بعض المؤسسات والمحلات التجارية الموجودة فيه لشراء المعدات وأدوات الإنارة، والذين هبّوا بدفع التكاليف وتأمين اليد العاملة والمعدات من ونش ووسائل نقل وغيرها، وذلك بمجرد أن عُرضَ عليهم الموضوع، ولكن لم يكن هذا المشروع لينجح لولا مشاركة اصحاب المؤسسات الضخمة التي تملك موتورات تدور لمدة ٢٤ ساعة حيث أن تلك المؤسسات ساهمت بتغذية المصابيح الكهربائية طيلة فترة الليل مجاناً ليشع النور في المدينة
ولفتت الى أن “المشروع لاقى صدى وتجاوبا وتكاتفاَ من قبل الناس والمؤسسات التجارية وكان من اللافت تكاتف الناس الذي حصل أثناء ذلك، إذ بدأ كلّ شخص يبادر بالمساعدة وفق مجاله، وأملت ” أن يكبر ويتوسع هذا المشروع ليمتد إلى شوارع أخرى في المدينة، حيث رحّب الجميع بهذه الفكرة ولاقت رواجًا كبيرًا لدى الناس، وذلك لأهميتها على الصعيدين الأمني والنفسي، حيث أثبت المشروع أن الامل يكمن في أبناء المدينة وأنه لا مستحيل أمام إرادتنا ولكننا بحاجة لبعض الجهد والمتابعة”.
وفي الختام أشارت غمراوي إلى أن “المشاريع التي نفذتها جميعة “للخير أنا وأنتِ” كانت برعاية وتمويل أهل طرابلس الطيبين الكرماء الذين يهبوا للمساعدة عندما يرون النتائج ، والجميعة اكتفت بالتنظيم والتنسيق والإدارة والمتابعة، فعندما يرى الناس المصداقية والشفافية في العمل لن يبخلوا بتقديم المساعدة والمساندة، فأهل طرابلس هم الأمل الوحيدة لمدينتهم بعد أن خذلها الجميع “.