١٧ تشرين حلمٌ أرعب الفاسدين

خاص Lebanon On Time – خالد أبو شام

ثلاث سنوات مرت على حلم ١٧ تشرين الذي لم يُكتب له أن يكتمل، والذي حمله الشعب اللبناني في صدره يوم قال كلمته: أن لا للفساد، لا للتوريث السياسي، لا للمنظومة المجرمة التي دمرت الدولة ونهبت خيراتها، لا الظلم، لا للاقتصاد المنهار…
ولكن، سرعان ما انقضّت ذئاب السلطة الطاغية، وأرباب الفساد وأعوانهم على برعم الثورة الذي لم ينضج وسط هذه التربة المسمومة، فقضوا على الحلم الوطني بإنشاء دولة العدالة والتنمية والتطور والحداثة، ودفعوا بنا نحو مزيد من الانهيار والدمار.
إن شعلة الثورة التي بدأت قبل ثلاث سنوات لم ولن تنتهي في قلوب اللبنانيين الذين أظهروا أثناءها نموذجًا فريدًا من التكاتف والوحدة والتلاحم بين مختلف طوائفهم، فنبذوا الأحزاب، ورموا بالطائفية وراء ظهورهم، متطلعين إلى غد يرونه أجمل ببصيرتهم و أرواحهم، حيث برزوا بأفضل صورة في تاريخهم، ما أرعب عرّابي الفساد، وأصحاب الكراسي الممزوجة بالدماء والجوع والظلم، ودفعم إلى التكاتف مع بغضهم لبعض وحربهم بينهم، فتضامنوا في وجه اللبنانيين ليقضوا على ثورتهم التي أيقنوا أنها مكتسحةً عروشهم لا محالة، وأنها لن تنطفئ وإن خمدت في بعض الأوقات، والتغيير آتٍ بلا شكّ ولو بعد حين.