لفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى أنّ “المعطيات ليس واضحة تماماً في موضوع انتخابات الرئاسة باعتبار أن الفريق الآخر مصمم على تعطيل الإنتخابات بسبب المشاكل الكبيرة التي لديه داخل فريقه”.
وفي حديثٍ لقناة “الحدث”، قال: “لدى فريق المعارضة نيّة للوصول إلى انتخابات رئاسيّة خلال المهلة الدستوريّة ومن الجلسة الأولى رأينا أن لدينا عمل للقيام به من أجل توحيد الصفوف وعندها سيلجأ فريق الممانعة إلى التعطيل”.
اعلان
وأضاف، “نقوم بجهد كبير في موضوع توحيد صفوف المعارضة ونحن كـ”قوات لبنانيّة” بادرنا في هذا الأمر عبر التنازل عن الترشح ونحن الحزب التكتل الأكبر في البرلمان”.
وأردف، “قمنا بجهد كبير من أجل تجميع أكبر عدد من الأصوات للمرشح ميشال معوّض إلا أن بعض الأفرقاء فضلوا إما تسمية شخص آخر أو الورقة البيضاء”.
ورأى جعجع أنّ “الوفاء الفعلي يكون للبشر وليس لشعارات أُطلقت أساساً عن طريق الخطأ والمطلوب أن ننجز للناس وليس التمسك بشعارات خاطئة كشعار “كلن يعني كلّن باعتبار أن “القوّات” ليست كـ”حزب الله””.
وتابع، “بالنسبة لبعض التغيريين يقولون إنهم يريدون أشخاصاً خارج الإصطفافات فعلى سبيل المثال يعتبرون أن سمير قصير اصطفاف ومن قتله اصطفاف آخر ورفيق الحريري اصطفاف ومن قتله اصطفاف آخر وهذا بطبيعة الحال ليس بالتصنيف الصحيح”.
وأردف،”يجب أن نكون ديمقراطيين بالحد الأدنى فعملياً ميشال معوّض لديه 50 صوتاً من أصل 60 صوتاً في المعارضة وبالتالي على العشرة الباقين أن يكونوا ديمقراطيين”.
وكشف أنّ “المفاوضات لا تزال جارية من أجل إقناع أفرقاء المعارضة كافة للإلتفاف حول اسم واحد ونأمل أن نصل إلى نتيجة إيجابيّة في هذا الموضوع قبل الجلسة المقبلة وميشال معوّض هو المرشح النهائي”.
أما حول المرشّح لرئاسة الجمهورية النائب ميشال معوّض، فقال: “نحن نرى فيه المواصفات التي تستوفي الشروط في الوقت الراهن وهو ليس مرشح القوات اللبنانية ولنذكر الجميع أنه كان حليف المجتمع المدني في الإنتخابات وليس على لوائح القوات وذهبنا باتجاه اعتماده لأنه يمكن أن يكون مرشحاً توافقياً في ما بين أفرقاء المعارضة”.
وأشار إلى أنّه، “ميشال معوّض هو مرشح توافقي ولكن لا يعتبرن احداً اننا سنقبل بمرشح لـ”حزب الله” نصفه. نحن كنا في المعارضة لفترة وإذا ما كان لا يريد الحزب مرشحاً كميشال معوّض ليعارض ولكن أكثر من ذلك لا”.
واعتبر أنّ،”حزب الله يريد رئيساً “على إيده” كما الجنرال عون فهو يريد رئيس له ينفذ ما يريده وبالتالي لا يريد رئيساً للدولة اللبنانيّة وهذا ما لن نقبل به لأن هذا ما أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه”.
وأكد جعجع أنّه، “من بعدما اصطدمت جهود الفريق الآخر بإيصال رئيس من فريقهم سيذهبون إلى التعطيل لذا يريدون الذهاب باتجاه تشكيل الحكومة بسرعة، فما من عاقل يقوم بذلك الآن باعتبار أن الحكومة ستُعتبر مستقيلة إن تم انتخاب رئيس إلا إذا كان يخطط للشغور الرئاسي وتعطيل الإنتخابات الرئاسية”.
ورأى جعجع أنّه ” بالنسبة لترسيم الحدود، هذه المرة الأولى والوحيدة التي يتصرف فيها حزب الله بشكل منطقي، على اعتبار أن هناك اتفاق فيه تكمن مصلحة لبنان لهذا السبب غضّ النظر، بعيداً عن “العنتريات”.
وأوضح “هذا الإتفاق هو نفسه الذي كان منذ 10 سنوات و”عنتريات” حزب الله هي للإستهلاك المحلي”.
وقال: “لا أعتقد حتى اشعار آخر أن هناك صفقة عابرة للقارات بالنسبة لتعاطي “حزب الله” مع موضوع ترسيم الحدود”.
وأضاف،”بالنسبة للحزب عمل الدولة غير موجود في مفهومه، وكحل وحيد للخروج من الوضع الراهن الضاغط عليه هو بحاجة للمال من أجل بيئته الحاضنة ومن ثم لباقي اللّبنانيين وما من حل للقيام بذلك إلا استخراج النفط لهذا الأمر قبل بعقد اتفاق مع اسرئيل”.
واعتبر أنّ “حزب الله يريج ترسيم الحدود لتلزيم التنقيب لشركة ما وبالتالي اقتراد المال منها من أجل تمويل الدولة بدلاً من الذهاب إلى البنك الدولي وهو كان متمسكاً بسعد الحريري ومن قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنهما كانا يأتيان بالأموال على لبنان فهو بحاجة لمن يمكنهم الإتيان بالأموال إلى لبنان”.
وشدّد جعجع على أنّه لن يقبل بصرف أموال النفط لأنه “يجب أن يتم وضعها في صندوق للأجيال القادمة كما يتم القيام به في الدول المتطوّرة كالنرويج على سبيل المثال”.
أما حول التطورات الأخيرة في إيران، فما لفت جعجع “ليس البعد السياسي، إذ بعد أن شاهدت أنشودة لشاب إيراني عبر مواقع التواصل الإجتماعي تأكدت أن الأزمة ثقافية مجتمعية معيشيّة وليست سياسيّة ويجب أن نأخذ هذه الأبعاد في عين الإعتبار فمن يتظاهرون لا يفكرون في البعد الاستراتيجي وإنما الثقافي”.