خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
تكاد لا تنتهي لعبة الكهرباء في لبنان، بعد أن حوّلها وزراء وزراء وسياسة التيار الوطني الحر إلى جلجلة يسير على دربها كل الشعب اللبناني دون إستثناء، ودون حلول لا في الأفق القريب ولا في الأفق البعيد..
آخر فصولها ما يدور في محيط معمل دير عمار، منذ يومين أو ثلاثة:كرّ وفرّ بين مواطنين يعتبرون أنّ من حقّهم الحصول ولو على ساعة كهرباء واحدة، طالما أنّ المعمل يقيم في ديارهم وأضراره البيئية تطالهم في بيوتهم..وبين قوّات أمنيّة (ودائماً الحصّة الأكبر من نصيب مؤسسة الجيش) تريد أن تحمي “المؤسسة العامة” (وهنا يقع الالتباس في أنّ الجيش يحمي القيّمين الفاشلين على المؤسسة)، فتضطرّ للتصادم مع جمهور على حقّ، ولكنّها لا تستطيع السماح بالوصول الى يطالب به بعض الغاضبين:إحراق المعمل على طريقة “عليّ وعلى أعدائي يا ربّ”!
الغاضبون لا يصدّقون أنّه ليس هناك فيول، وإلّا كيف تضاء بعض المناطق على حساب مناطق أخرى (هل هذا صحيح؟)، والجيش لا يستطيع أن يتحكّم بالتوزيع العادل للتيّار بين المناطق.وهنا تكمن المشكلة بين منطقين، لكلّ منهما حججه ومبرّراته..ولكن في النهاية بلا نتيجة تذكر، خاصة في ظلّ وزير للطاقة أقرب الى المهرّج، بعد أن شوهد يتحمّس لرجم إسرائيل بالحجارة، وهو الذي يستحقّ الرجم لأنّه يعجز عن توفير ولو ساعة كهرباء واحدة، ترضي المتظاهرين من جهة، وتساعد الجيش في تبرير حمايته المشدّدة للمنشآت من جهة أخرى!
في جميع القضايا التي يغرق فيها الوطن تباعاً، تهيّئ السلطة “طرفين” للتصادم، وهي تتفرّج بعيون من زجاج، من بعبدا الى الرابيه فعين التينة والسراي الكبير:الطلّاب وأهاليهم في مواجهة مطالب المعلمين، أصحاب الأفران في مواجهة طوابير الخبز، أصحاب المحطات في مواجهة سائقي السيارات..وأهالي المنية ومركبتا ودير عمار في مواجهة آليّات الجيش وقنابله المسيلة للدموع…
نحن في مأزق لا قعر له.نحن في بلد لا يتورّع مسؤولوه عن تكرار أرتكاب المعاصي على الملأ، وفي عزّ النهار!