خاص Lebanon On Time –
كتب خالد أبو شام
ها هو اليوم الرابع يمرّ على طرابلس والشمال بدون أيّ ساعة كهرباء بعد توقّف معمل دير عمار بشكل نهائي عن الخدمة، ليلحقه معمل الزهراني في ٢٥ من الشهر الجاري وسطَ ضبابية تامّة بمصير هذا الملف الحياتي، ما سيُدخلَ لبنان بعد ذلك في عتمةٍ شاملة من شأنها تفتيت كل أجهزة الدولة، وتسريع مسلسل الانهيار الكامل في البلاد.
وحتى هذه اللحظة لا معلومات عن وصول أي شحنة فيول إلى لبنان ما يؤكّد حتمية الدخول في العتمة الشاملة، ويُبدّدُ كلَّ وعود وزارة الطاقة والمياه حول سعيها بجدية للتمكّن من توليد الطاقة الكهربائية ثماني ساعات يوميًا.
وفيما لا تزال وعود المسؤولين حول موضوع الكهرباء مجرّد فرقعات إعلامية تُلقى جِزافًا في أثير وسائل الإعلام، يعيش المواطن اللبناني في أسوأ أزمة معيشية في تاريخه، أعادتْه إلى عصر ما قبل التطور، وسطَ انقطاع تام للكهرباء، وعدم قدرة معظم المواطنين على تركيب اشتراك مولّد بسبب الغبن الممارس في حقّهم من قبل أصحاب المولّدات إذ وصلت فاتورة المولّد إلى درجات غير منطقية رغمَ مناشدة بعض المسؤولين للدولة بالتحرّك لرفع القهر عن الناس خصوصًا في طرابلس.
وفي ظلّ هذا التنصّل من المسؤولية من قبل الدولة، الوحيد الذي يدفع ثمنَ هذا الإجحاف والتقصير هو المواطن الفقير الذي باتَ يعيش على ضوء الشمعة، وحلمه أن يشربَ رشفة ماء باردة تروي ظمأه في هذا الحرِّ اللاهب. فهل لا يرى المسؤولون حجمَ المصائب التي باتَ يرزح تحتها الشعب ؟ أم أنَّنا نعيش في وادٍ وهم في وادٍ آخر؟
والسؤال الاول الذي يوجه الى وزارة الطاقة والمعنيين فيها “والغيورين ” على مصالح المواطنين، لماذ لا تفعل هذه الوزارة محطات توليد الطاقة الكهرمائية وهي لا تكلف الدولة لا محروقات ولا اي مبالغ اضافية سوى الصيانة وتبديل الزيوت، والسؤال الثاني لماذ يعمد المسؤولون الى تجاهل هذه المحطات وكانها غير موجودة اصلا…
ولكن مصادر موثوقة في هذه المحطات اكدت لنا ان المسؤولين في الوزارة لهم اهداف ومصالح شخصية بدعم من كبار المسؤولين لعدم تفعيل هذه المحطات ليتثنى لهم عقد صفقات وصفقات وصفقات بموضوع الفيول والديزل، ويا حرام على هذا المواطن المسكين الذي لا حول والقوة له سوى الجلوس في منزله والسهر على شمعة لعلها تنير درب هذا الوطن في المستقبل القريب بعد ان يرحل الفاسد ومن وراءه.