لفتت أوساط معنية الى ان تبادل التهديدات والسجالات أخيراً بين مسؤولين إسرائيليين والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حول ملف الترسيم البحري، كشف مجدداً عن خطورة غياب او تغييب صوت وحضور الدولة اللبنانية المؤثر او المعتبر في هذا الملف، الى درجة لم يأبه معها نصرالله في الإعلان جهراً وعلناً عن أن حزبه يأخذ القرارات اللازمة في ملف الترسيم والحرب والسلم بداعي عدم الثقة بقدرة الدولة على اتخاذ القرار الذي يحمي لبنان.
وأشارت الأوساط لـ”النهار” الى انه قبل أيام قليلة من زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التي توصف بانها مفصلية في هذا الملف، وما سيترتب عنها من نتائج، لم يتحرك مشهد اركان السلطة ولم تسجل أي مبادرة اقله لإعطاء الانطباع الحاسم والجدي ان اركان الدولة يحيدون هذا الملف الاستثنائي في خطورته عن حساباتهم الضيقة الدخلية، بل تركوا الساحة تماما، وتفرجوا، ولا يزالون يتفرجون على تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، وكأن الدولة طرف ثالث بينهما! والانكى كما تشير الأوساط نفسها الى ان زيارة هوكشتاين ستصادف عشية احياء الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب مع كل ما ستحفل به هذه المناسبة من غضب واعتمال للانفعالات الشعبية حيال مؤامرة تعطيل التحقيق العدلي في ملف الانفجار، كما في ذروة تفجر الازمات الاجتماعية والخدماتية. وهما محطتان ستكشفان واقع انهيار الدولة أولا وأخيرا في وقت لن يكون بعده كلام الا للاستحقاق الرئاسي الذي يتوقع ان ينطلق بقوة بعد الرابع من آب.
المصدر: النهار