إستفزَّ الواقع الذي وصلت إليه الجامعة اللبنانية كافّة الغيارى على هذا الصرح التعليمي، فلا يُمكن القبول بمنطق إقفال الباب على أكثر من 80 ألف طالب ومَنعهم من التعلّم في القرن الواحد والعشرين إنها قضيّة تَرقى الى مستوى الفضيحة أمام العالم أجمع.
وبما أنّ الإهمال الرسمي المُتعمد والدائم للجامعة اللبنانية أفسح في المجال لـ “للفطريات التعليميّة” من الإنتشار، لا سيّما أنّ هذا الإهمال كان وفق خطط مدروسة لصالح تلك الفطريّات التي يدعمها أو يَمتلكها بعض المسؤولين.
بالأمس أطلق رئيس الجامعة الدكتور بسّام بدران صرخة يحثُّ فيها المسؤولين على تحمُّل مسؤوليتهم تجاه الشباب قبل الجامعة بعد أن بات 80% منهم مُهدَّد بالتوقف عن التعليم في حال لم يتم إنقاذ الجامعة قبل بداية العام الجامعي المُقبل.
ويَكشف بدران لـ “ليبانون ديبايت” أنّ “الوضع لم يعد يُحتمل فلم يبقَ للجامعة أيّ من المقوّمات الأساسيّة والأغراض التشغيلية التي يُمكن الركون إليها في العملية التعليمية، حتى إنّ الأساتذة لم تعد رواتبهم تُمكنهم من الوصول إلى الجامعة وأصبحوا بوضع مزرٍ للغاية”.
كما يُشير إلى “وضع الموظفين وحتى الطلاب الذين لم يعد بإمكانهم تحمُّل أعباء التنقل للوصول إلى الجامعة”.
ويشكو بدران من “إنقطاع الكهرباء الذي يُهدِّد المركز الصحي وبرّادات الأدويّة في مُجمع الحدث، والترقيعات التي تقوم بها الإدارة لتَلافي التعطيل لا تُجدي فالمجمع بحاجة إلى أكثر من ألف ليتر مازوت يوميَّاً لتأمين الكهرباء إليه، فالتعقيدات كبيرة في جامعة تضمّ بكافة فروعها 70 مبنى وأصبحوا جميعاً سوسية في المشاكل”.
وإذْ يُؤكّد أنّ “أولاده وأولاد الأساتذة هم طلاب في هذه الجامعة”، لذلك يَرفض أيّ “كلام عن أنّ الأساتذة لا يهتمون بمستقبل الطلاب”، مُشيراً إلى “طالبتَين من أصل 80 ألف طالب رفعتا لافتة تُعلنان فيها رفض إضراب الاساتذة”.
وذكّر أنّ “الأساتذة أضربوا العام الماضي مرتيْن ولكنهم عادوا عن إضرابهم رأفة بالطلاب ولكنّهم اليوم باتوا عاجزين عن إمكانيّة الوصول إلى الجامعة لذلك بدأوا إضرابهم من جديد”.
وحوْل ما يُروَّج عن هروب الطلاب إلى الجامعات الخاصة، يؤكَّد أنّها “نسبة قليلة قد يكون سببها الإضراب لكنّ أغلبيّة الطلاب هجرت الجامعة من أجل العمل بعد أنْ بات هؤلاء بحاجة إلى العمل من أجل العيش فقط”.
وإذْ يذكّر أن الأزمة بدأت منذ حوالي سنتَيْن ونصف، فبعد أن كانت موازنة الجامعة 250 مليون دولار 80% منه رواتب و20% أمور تشغيلية أصبحت اليوم تساوي 12 مليون دولار فكيف يمكن أن تسير الجامعة بهكذا موازنة؟ .
ويرفض أن “يعتبر الإضراب من أجل الرواتب فهو إضراب من أجل الجامعة وموازنتها وتعيين عمدائها وتشكيل مجلسها وتأمين تسيير أعمال فيها وغيرها من لزوم العمل الجامعي”.
ويوضح أن “الكلفة التي يتكبَّدها طالب الجامعة اللبنانية لا تتجاوز 160 دولار فيما في كل الجامعات في العالم تتراوح بين 4 و6 آلاف دولار، وينال بموجبه شهادة من جامعة لديها الرقم 3 في العالم العربي من حيث السمعة الأكاديمية”.
وينبّه إلى أنّه “الآن يطلق الصرخة من أجل الإنقاذ أمّا في حال لم تتحرَّك السلطة فمن المُؤكد أنَنا ذاهبون إلى مكان خطر”.
المصدر: ليبانون ديبايت