أشار اللواء أشرف ريفي في حديثٍ مع وجدي العريضي، الكاتب السياسي في صحيفة “النهار”، الى “أن ما حصل من خلال فاجعة غرق الزروق مخاطرة غير محسوبة وقلة إدراك، وبالتالي وجع الناس كبير ويأسهم لا حدودَ له، أعانهم الله وكان الى جانبهم”، لافتاً الى أن “هذه المأساة تنمّ عن ظروف قاهرة دفعتهم الى تلك المغامرة بعدما تركتهم مرجعيات كان الأحرى بها لسنوات طويلة أن تقف الى جانبهم وعلى أوضاعهم الاجتماعية والحياتية، فهذا الأفق المسدود دفعهم لخيار الموت في قعر البحر بفعل يأسهم وكل ما يحيط بهم، وغيرهم الكثير من أوضاع مأساوية بامتياز، إنه الفقر والجوع وغياب أدنى مقوّمات العيش الكريم”.
ويردف ريفي قائلاً: “إن قيادة الجيش لها مصلحة في تحقيق شفّاف ومحاسبة أيّ مسؤول عن الفاجعة إن كان هناك ما يستدعي ذلك من حصول تقصير أو سواه، ولكن لا نريد تحت أيّ طائل الاصطياد في الماء العكر لأسباب سياسية وانتخابية، فثمة أطراف لا يريدون الخير لطرابلس، ويتمنّون في الوقت عينه أن لا تكون هذه المدينة في وفاق مع الجيش، إذ خلال الأحداث التي جرت، لمسنا هذه التوجّهات عند “حزب الله” وحلفائه للإيقاع بين السنّة والمؤسسة العسكرية، ولكن العقلاء من أبناء الطائفة الكريمة وتحديداً أهالي المناطق الشعبية، كانوا يعون ويدركون ما يُحاك ويُدبّر، مما جنّب طرابلس الكثير من المخاطر بفعل الوعي وروح المسؤولية”.
ويضيف ريفي مؤكداً “أن القيادة الحالية للجيش اللبناني هي قيادة وطنية بامتياز وواعية لكل ما يخطط ومصرّة على إجراء تحقيق شفاف، وستضع نتائجه وكل ما يتضمّنه أمام الرأي العام لأنها على بيّنة من حجم الفاجعة التي حصلت ودقة المرحلة، ولن نسمح لأيّ طرف وجهة من المتضررين بزرع الفتنة بين الجيش اللبناني وأبناء طرابلس الوطنيين والعروبيين والحريصين على هذه المؤسسة التي تحمي الوطن وطرابلس لا الدويلة التي خرّبت البلد وتحاول أن تعكّر صفو أمن المدينة من خلال سرايا المقاومة عبر تدخلها في الانتخابات النيابية وكل المسائل، وما ظهور السيد حسن نصرالله وتصريحه عشيّة حادثة قارب الموت، ونادراً ما يصرّح، إلا محاولة يائسة وبائسة، للإيقاع بين الجيش وأهل المدينة فليسمح لنا، فكل عائلات طرابلس ضنينة بالجيش، فيما تصرّف العماد جوزف عون كان حكيماً وعلى قدر المسؤولية والتحقيق وحده يحدّد المسؤولية وما أحاط بهذه الكارثة”.
وعن تأثير ما جرى على مسار الانتخابات النيابية وتحديداً في طرابلس، يردّ ريفي “المدينة تعيش حزناً كبيراً على أرواح شهداء مركب الموت، وعلى روح شهيدنا محمد المراد الذي سقط في جريمة مدانة ومستنكرة، وأستطيع أن أقول إن الحياة معلقة حالياً في طرابلس بانتظار إنتشال الضحايا أو العثور على أحياء، وهذا أملنا ورجاؤنا، إضافة الى ظهور نتائج التحقيق، وبناءً عليه علّقنا النشاطات الإنتخابية بانتظار هذه العناوين وبعدها لكل حادثٍ حديث، لكن الآن طرابلس حزينة والناس مقهورة وما زالت عملية البحث جارية عن مفقودين، فاليوم نحن الى جانب هؤلاء الناس ولن نتخلى عنهم، وعوداً على بدء أكرّر لا أحد يحاول الإستغلال السياسي والإنتخابي ومحاولة الإيقاع بين الأهالي والجيش، فحذارِ من هذه الألاعيب والدسائس”.