نظمت مؤسسة “الطوارىء”، “كاريتاس” طرابلس وجمعية “Chretiens d’Orient SOS”، ريسيتالا ميلاديا في كنيسة مار مارون برعاية رئيس أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف وحضوره. كذلك حضر متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، النائب السابق سليم حبيب، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، خادم رعية مار مارون المونسنيور نبيه معوض وحشد من أبناء الرعية والرعايا المجاورة وفاعليات من مختلف المناطق الشمالية.
وألقى المطران سويف كلمة قال فيها:”بعد أن عشنا هذا الريسيتال الميلادي لا بد من ان نشكر الرب على دخولنا الاجواء الروحية والانسانية واجواء عيد الميلاد المجيد، رغم أننا نعاني وندرك الصعوبات التي تسيطر على وطننا. ولكن ايماننا كبير وخلاصنا بالصلاة والتسامح ونبذ الفتن وتعزيز المحبة، لان الميلاد هو عيد الرجاء والمحبة والغفران.”
وأضاف:” نحن مسيحيو لبنان لن نكون مسيحيين الا مع أخوتنا المسلمين كما لن يكون المسلم مسلما الا مع أخوته المسيحيين، فشباب الوطن يحملون رسالة الاحترام والحوار والعيش الواحد والحرية والمحبة، وعلاقتنا قوية، بل ان طرابلس رائحة الفيحاء تفوح من تاريخها وثقافتها، لذلك فلإن حضوركم اليوم الى طرابلس يعني أننا نعيش الحب والاحترام والحوار والسلام”.
وختم:” لا بد من أن نشكر رئيس بلدية طرابلس الدكتور يمق وكل الجمعيات والمجتمع المدني فأجمل ما يمكن أن نراه اليوم هو مشهد العيش المشترك مسيحيين ومسلمين ومؤسسة رسمية ومجتمع مدني كلنا نجتمع اليوم لنعزز العيش المشترك في طرابلس في المدينة المجروحة التي يعاني اهلها صعوبات جمة، ونحن فعلا نعيش اليوم مع الانسان في هذه المدينة الحبيبة بكل أحواله بفقره وبؤسه، ولنعمل لكي يكون ثمة تغيير حقيقي بالفكر والمبادرات، ونسعى جميعا كعائلة واحدة مجتمعة لتحتفل معا بولادة الرب”.
حبيب
بدورها رئيسة مؤسسة “الطوارىء” مايا سليم حبيب ألقت كلمة وقالت: “بداية أتوجه بالشكر لصاحب السيادة المطران يوسف سويف، راعي أبرشية طرابلس المارونية، على منحنا بركته ودعمه هذا الحفل الميلادي. وأتوجه بالشكر إلى سيادة المتروبوليت افرام كرياكوس والمطران إدوار ضاهر على تكريمنا بحضورهم ووجودهم بيننا الليلة.
شكرا لشركائنا SOS Chretiens d’Orient و Caritas Liban Secteur Tripoli لتعاونهِم معنا لتنظيم هذا الحفل. مؤسسة الطوارئ منظمة غير حكومية، أنشطتنا تدور حول تحسين مدينتنا الحبيبة طرابلس”.
أضافت:” مهمتنا الرئيسية اليوم هي مكافحة انعدام الأمن الغذائي عبر سوبر ماركت الطوارئ المجاني الذي من خلاله نؤمن الغذاء لأكثر من 2500 شخصا محتاجا كل شهر. نقدم للمستفيدين الضروريات الغذائية و مستلزمات النظافة، كما الملابس وحليب الأطفال والضروريات الأخرى لحياة أفضل وأكثر صحة. هنا في طرابلس، يعيش أكثر من نصف السكان حالياً تحت خط الفقر، و نحن، كمؤسسة الطوارئ، نبذل قصارى جهدنا و قدرتنا لمساعدة أكبر عدد ممكن من الاشخاص في متناول أيدينا و حسب إمكانيتنا”.
وتابعت: “في ظل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الحالية التي يمر فيها لبنان، يزداد عملنا الإنساني صعوبة كل يوم، لكننا صامدون ونثابر.شعارنا كمؤسسة أنه لا ينبغي لأيِ طفل أن ينام ومعدته فارغة. ولا أن نرى دموع أم لعدم قدرتها على إطعام أطفالها، ولا أن تتعرض أي مدينة للإهمال الذي عانته وما زالت تعانيه طرابلس من أعوام طويلة. طرابلس عاصمة الشمال، يقدم لنا تراثها و شاطئها وثقافتها وتاريخها…لكننا نحن اللبنانين خذلنا طرابلس و شاهدناها تغرق بصمت”.
وختمت: “نريد أن نعكس نور الميلاد في عالم يشهد حالا من الظلمة. حفل عيد الميلاد هذا، هو رمز أمل لطرابلس حيث تتجاوز الموسيقى الكلمات والعبارات البسيطة لتجعلنا نشعر بنور عيد الميلاد وننقل رسالة رجائنا”.
وكانت كلمات لكل من ممثل “كاريتاس” في طرابلس فراس وهبه ورئيس بعثة الجمعية في لبنان أرتور لانترنييه، شددت على “الوقوف الى جانب المواطنين في هذه الظروف الصعبة، والعمل على تقديم المساعدات لهم في المجالات كافة وبخاصة الاغذية والالبسة والصحة والتربية”، وأملت أن “يعم السلام والاستقرار في لبنان، وان ينعم بالامن والامان وان تبقى المحبة والتسامح سمتين نستمدها من الميلاد المجيد”.
وفي الختام احيا التينور إيليا فرنسيس الريسيتال، رافقه الفنانين ناجي عازار وليلى كنج على آلة الكمان وبيار بصبوص على البيانو، حيث أنشد فرنسيس التراتيل منفردا لأكثر من ساعة”.