خطا مشروع تشييد إهراءات الحبوب في مرفأ طرابلس خطوة متقدمة على طريق التنفيذ، تمثلت بإنتهاء الدراسة الخاصة به التي تسلمها رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي من رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات في لبنان “إيدال” الدكتور مازن سويد، على أن يسلمها دبوسي الى وزارة الإقتصاد تمهيداً لإطلاق المشروع الذي يعتبر صمام أمان للغذاء الوطني في لبنان من طرابلس الكبرى.
بالمناسبة عقدت ورشة عمل في القاعة الكبرى في غرفة طرابلس حول مختلف المشاريع الإستثمارية المتمثلة بالمنظومة الاقتصادية المتكاملة ومشروع تشييد إهراءات الحبوب على أرض مرفا لبنان في طرابلس، حيث تم إستعراض ومناقشة النتائج التي توصلت اليها الدراسة العلمية المتخصصة المتعلقة بمشروع بناء الإهراءات وذلك ضمن اطار الخطة الإنمائية الآيلة الى تطوير الخدمات اللوجيستية لمرفا طرابلس.
شارك في الورشة الى جانب الرئيس دبوسي والدكتور سويد، أمين عام إتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، السيد توفيق سلطان، مديرة شؤون الغرف العربية والعربية الأجنبية المشتركة هدى كشتان، مدير الإهراءات في مرفا بيروت أسعد حداد، مدير عام الحبوب والشمندر السكري لدى وزارة الإقتصاد والتجارة جريس برباري، الخبير والمستشار معدّ دراسة الجدوى الدكتور سمير نصر، ممثل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في الشمال المقدم خالد المحمد، وممثلا شركة “بوهلر” السويسرية مدير الشرق الأوسط إلياس الشيخ ومدير لبنان رامي حلاب، مسؤولة المعلومات والترويج في إيدال لينا فاخوري، نائب رئيس الغرفة إبراهيم فوز وعضو مجلس إدارة الغرفة محمد عبد الرحمن عبيد ومدير الغرفة الأستاذة ليندا سلطان ومدير المختبرات الدكتور خالد العمري وحشد من المهتمين.
في البداية رحب الرئيس دبوسي بالحضور، مشيرا الى أن ورشة العمل تتميز بشراكة على المستويين الوطني والعربي، وهي شراكة من أجل تنمية الإنسان في وطن آمن ومستقر ومزدهر، ومع إتحاد الغرف العربية من اجل إطلاق المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تواكب التحولات التي تشهدها إقتصاديات العالم المعاصر وهذه المشاريع سواء اكانت المنظومة الاقتصادية المتكاملة او تشييد إهراءات الحبوب في مرفا طرابلس ليست من اجل توفير الخدمات الوطنية وحسب وإنما من اجل خدمة المنطقة المجاورة ومختلف بلدان العالم وذلك بإستثمار لجغرافية لبنان وموقعه لكي يبقى محوراً حيوياً واساسيا.
وتحدث الدكتور سويد فأعرب عن إيمانه بالمشروعين الإستراتيجيين المتمثلين بالمنظومة الاقتصادية المتكاملة ومشروع بناء الاهراءات على ارض مرفأ طرابلس لأنهما يساعداننا على تحويل التحديات القائمة في المرحلة الراهنة الى فرص حقيقة للنهوض ووضع البلد على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية على السكة الصحيحة، لا سيما توفير الامن الغذائي وهي مشاريع بالفعل تجترح الحلول للبنان من طرابلس الكبرى التي تتمتع بالمميزات التنافسية والتفاضلية فبهذه المشاريع تكمن الآمال وانا فخور بان تاخذ طرابلس الحيز الكبير من فكري ونشاطي وإهتماماتي.
ثم تحدث الدكتور حنفي فأكد أننا امام حدث هام وقيم في وقت مناسب يساعد على التفكير بالمستقبل بالرغم من الظروف الصعبة ولكن العبرة تبقى بالتوقيت الذي يستشرف المستقبل المناسب لزمن الإستثمار.
وقال: في غرفة طرابلس رؤية متكاملة للبنان، رؤية تتضمن مشاريع وبرامج وخطط غير نمطية وتجعل في جانب منها مرفا طرابلس محوراً لوجيستيا وان المحورية تعني الرابط الذي يجمع لبنان مع بلدان اخرى. ونأتي في نفس السياق الى مشروع الصوامع وهو سيشيد في موقع هام وضروري لحفظ الغلال والحبوب والقمح بطريقة تضمن جودتها وسلامتها وما يمكن إستخلاصه أن طرابلس بوجودها في شرق المتوسط ستطل على العرب والعالم كحاضرة إنطلاقا من موقعها.
وشدد حنفي على أن طرابلس ستكون محور المنطقة العربية من خلال مشاريعها الاستثمارية الكبرى بما يحولها الى “الحصان الأسود” في المنطقة ككل.
وتحدث الخبير الدكتور سمير نصر فأشار الى كيفية العمل لإطلاق مشروع الإهراءات من خلال شبكة التعاون لافتا الى أن الدراسة التي نحن بصددها هي دراسة اولية وتشير الى انها ستشيد الاهراءات على درجة عالية من الكفاءة التقنية والصرامة في إحترام معايير الجودة والسلامة الغذائية لتلبي إحتياجات لبنان الى الامن الغذائي وتلحظ مواجهة اية ظروف طارئة او مستجدة وانها لا تستغرق مدة إنجاز الإهراءات أكثر من سنة.
وتناول مدير منطقة الشرق الأوسط في شركة “بوهلر” إلياس الشيخ خارطة الطريق التي تتضمنها الدراسة التي تم إعدادها وانها لا تقتصر فقط على كيفية التحميل والتفريغ من والى البواخر وإنما يتسع دورها لتشمل ليس فقط تخزين الحبوب بل صناعتها .
أما الأستاذ أسعد حداد فقد اشار بإعتزاز الى ان ما يتم مناقشته في غرفة طرابلس من مشاريع كبرى تعطي دلالة على ان الامن الغذائي في لبنان ليس متروكاً على الإطلاق، بالرغم من الاحداث المتعلقة بإنفجار مرفا بيروت، فان هواجس تكبير دور الإهراءات في لبنان كان يراودنا ولا يزال بإستمرار بحيث اكد لنا معالي وزير الإقتصاد أمين سلام الى أننا سنعمل على إطلاق مشروع تشييد الإهراءات في مرفا طرابلس في وقت لاحق من أجل تحقيق الأمن الغذائي من خلال التكامل بين مختلف الإهراءات والصوامع على المستوى الوطني.