قال رئيس الحكومة اللبناني المُكلّف سعد الحريري، اليوم السبت أمام البرلمان، إنه لن يشكل الحكومة كما يريدها رئيس الجمهورية ميشال عون بل سيشكل حكومة لوقف الانهيار الاقتصادي.
وقال الحريري في جلسة خصصت لمناقشة رسالة كان بعث بها عون لمجلس النواب حول عجز الحريري عن التأليف: “نحن أمام رئيس للجمهورية يقول للنواب: سميتم رئيساً للحكومة أنا لا أريده ولن أسمح له بتشكيل حكومة”.
وأضاف الحريري: “رئيس الجمهورية يريد منا تعديل الدستور. وإذا لم نفعل، يريد تغيير الدستور بالممارسة من دون تعديل”، مضيفاً أن عون “يعطل الحياة السياسية في البلاد” بانتظار أن يتم ما يريده.
وتابع: “لن أشكل الحكومة كما يريدها فريق الرئيس ولا أي فريق سياسي، بل كما يتطلبه وقف الانهيار ومنع “الارتطام الكبير” الذي يهدد اللبنانيين”.
واعتبر الحريري أن رسالة عون “تهدف إلى تبرئة ذمة فخامته من تهمة عرقلة التشكيل شأنها شأن الرسائل الموجهة إلى عواصم أجنبية لحماية بعض الحاشية والمحيطين والفريق السياسي من عقوبات يلوح بها الاتحاد الأوروبي أو الدول”.
وأضاف: “لقد قلت منذ اليوم الأول لقبولي لهذه المهمة الوطنية النبيلة والخطيرة في آن معا، وللتحديات الهائلة الماثلة أمامنا، بأنني لن أشكل إلا حكومة اختصاصيين غير حزبيين، والتي باتت تشكل شرطاً مسبقا لأي دعم خارجي، والمفصلة في خارطة الطريق التي باتت معروفة باسم المبادرة الفرنسية”.
وتعليقاً على رسالة عون ورد الحريري، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن “موقف المجلس هو تكليف الحريري، وأي موقف غير ذلك يتطلب تعديلاً في الدستور. وهذا الأمر غير وارد حالياً”.
وقد صادق مجلس النواب على الموقف الذي تلاه بري، وأكد فيه على ضرورة مضي الحريري قدماً، وفق الأصول الدستورية لتشكيل حكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية.
وكان عون قد أعرب عن اعتقاده بأن الحريري “عاجز عن تأليف حكومة قادرة على إنقاذ” البلاد من أزمتها المالية. جاء ذلك في رسالة تُليت في البرلمان الجمعة وتتم مناقشتها السبت.
وتأتي الرسالة بعد شهور من المفاوضات السياسية لتشكيل الحكومة دون جدوى. وتتولى حكومة تصريف الأعمال إدارة شؤون البلاد بصفة مؤقتة منذ استقالتها بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي.