تكاملت الرؤى والتطلعات بين مجموعة التجمع الوطني في طرابلس والشمال وبين رئاسة وإدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة شمالا، وذلك في إجتماع عمل مثمر عقد في القاعة الكبرى تناول كل ما من شأنه أن يساهم في تمكين المواطنين ومساعدتهم على إيجاد فرص عمل أو مصدر دخل من خلال الانتاج المنزلي أو الزراعي وتأمين الدعم اللازم لهم بما يحفظ الأمن الغذائي في ظل هذه الظروف الاقتصادية البالغة الصعوبة.
وقد ضم وفد التجمع الوطني الذي زار الغرفة، كل من: د. ربى دالاتي رافعي، أ. أحمد جوهر، أ. ليلى تيشوري، د. عائشة يكن، د. خالد مرعي، م. رنا الزعبي فتال، د. ايمان لاغا، أ. فضل القدور، أ. سنا بدوي النجار، د. مها خالد، م. طارق دالاتي، أ. نبيلة بابتي، أ. سهير مقدم حافظة، أ. فتاة طالب، أ. سهى شاكر الصمد، ا. ليلى دندشي.
في الاجتماع، وفّر رئيس الغرفة توفيق دبوسي على مجموعة التجمع الوطني التي تضم نخبة من المثقفين الناشطين في المجتمع المدني كثيرا من الجهد، خصوصا أن ما جاؤوا لطرحه وإقتراحه على صعيد الأمن الغذائي وجدوا أن الغرفة تقوم به وبخطوات متقدمة جدا من خلال مشاريعها الداخلية المتطورة لا سيما مختبرات مراقبة الجودة ومركز التطوير الصناعي لأبحاث الزراعة والغذاء، ما أسس لشراكة دعا الرئيس دبوسي الى إنشائها بين الغرفة ممثلة بمديرتها الأستاذة ليندا سلطان ومدير المختبرات الدكتور خالد العمري وبين لجنة من التجمع للقيام بالخطوات المطلوبة على هذا الصعيد، واعدا بتقديم كل الدعم والرعاية والمساعدة في هذا الاطار، إنطلاقا من الغرفة موجودة لخدمة الانسان والمجتمع والوطن.
بداية رحبت المديرة سلطان بالحضور، ثم تحدثت الدكتورة ربى الدالاتي التي عرفت بالتجمع الوطني الذي تشكل من مجموعة من الفعاليات والمثقفين والناشطين من أبناء طرابلس والشمال ممن يجمعهم الاندفاع والسعي لتطوير منطقتهم بعيداً عن التجاذبات السياسية وعن الخلافات الفئوية أو الشخصية. وهم يضعون خبراتهم وخدماتهم الاستشارية التطوعية بخدمة أي جهة رسمية.
ولفتت الدالاتي الى أن التجمع يشدد على ضرورة توحيد الرؤى وممارسة الضغوط على مختلف المسؤولين المعنيين لحل المشاكل التي تعاني منها مدينة طرابلس خاصةً ومنطقة الشمال عامةً. وقد أصدروا أولى توصياتهم المتعلقة بالأمن الغذائي بعد أن توافقوا على عقد اجتماعات لاحقة لتحليل المشاكل الناتجة عن باقي الأزمات بهدف طرح الحلول الممكن تنفيذها سريعاً.
ثم تحدث الرئيس دبوسي فأشاد بالجهود المباركة للتجمع الذي يضم نخبة من الناشطين في المجتمع المدني، لافتا الى أن الطبيعة لا تقبل الفراغ، وأنه عندما تكون الدولة غائبة لا بد للمجتمع المدني أن يلعب دوره، وأنا أعرف أعضاء التجمع وأعرف غيرتهم على ذواتهم وعائلاتهم ومجتمعهم ووطنهم.
وأكد دبوسي وضع كل مشاريع وإمكانات الغرفة بتصرف التجمع الوطني، عارضا لكل ما تقوم به الغرفة على صعيد الحفاظ على الأمن الغذائي بالتعاون مع مؤسسات وجهات دولية وجامعات لبنانية، سواء في الصناعات الفردية الصغيرة، أو الترشيد الزراعي والصناعات الغذائية، أو دعم المزارعين والصناعيين من خلال إيجاد منصة لهم لمساعدتهم على الانتاج والتوضيب والتصدير الى أن يعتمد كل من هؤلاء على نفسه، لافتا الى أن مختبرات الغرفة معترف بها وطنيا وإقليميا ودوليا، وهناك إعتمادية لها من نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية ومؤخرا من وزارة الصحة اليابانية، كما وضعنا الخطوط العريضة لشراكة مع الغرفة البنانية ـ الأوسترالية.
وأشار دبوسي الى الجهود التي تبذلها الغرفة لانشاء إهراءات للقمح في مرفأ طرابلس بعد تدمير إهراءات مرفأ بيروت بفعل الانفجار المشؤوم، وقال: لقد طلبنا من إدارة المرفأ أن نطلع على المخطط التوجيهي للمرحلة المقبلة ووجدنا أن هناك 36 ألف مترا مربعا لبناء الاهراءات وقد سارعنا الى نسج شراكة مع إحدى الشركات السويسرية وإتحاد المصارف العربية وإيدال لاجراء الدراسات وإيجاد التمويل وتنفيذ المشروع الذي يساهم في الحفاظ على الأمن الغذائي الوطني من مرفأ طرابلس الكبرى.
كذلك عرض دبوسي للمنظومة الاقتصادية المتكاملة ذات الأبعاد الوطنية والاقليمية والدولة من طرابلس الكبرى التي تساهم في توسيع وتطوير المرافق الأساسية من مرفأ ومطار ومنطقة إقتصادية وإيجاد منصة للنفط والغاز، لافتا الى إعجاب موانئ دبي العالمية وإدارة المنطقة الاقتصادية في جبل علي بهذا المشروع وإستعدادهم الكامل للاستثمار فيه.
وخلص دبوسي الى القول: لا شيء يُنقذ طرابلس وربما لبنان اليوم سوى مشروع كبير جدا تخدمه مشاريع صغيرة يعطينا دورا أكبر في المنطقة، ومن خلال دراساتنا وجدنا أن من مصلحة الشمال أن يكون هناك طرابلس الكبرى التي تحتضن الجميع بدون إستثناء.
ثم قدم الدكتور خالد العمري شرحا كاملا عن نشاطات وأعمال وإنجازات مختبرات مراقبة الجودة ومركز التطوير الصناعي لأبحاث الزراعة والغذاء، كما عرض للخدمات التي يقدمها المركز على صعيد دعم كل المبادرات وإحتضانها وصولا الى تطويرها.
بعد ذلك، قدم أعضاء التجمع سلسلة من المداخلات أبدوا فيها إعجابهم لما شاهدوه وسمعوه من شروحات حول دور الغرفة وخدماتها، مشددين على ضرورة التعاون المثمر في سبيل خدمة المجتمع والوطن.