اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن امله في ان يسهم تشكيل الحكومة الجديدة، في تعزيز الاجواء الايجابية لا سيما مع الدول الراغبة في مساعدة لبنان، متمنياً ان تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل “بما يعزز ثقة الخارج والداخل في آن”، لافتاً الى ان العمل جار لتأليفها من وجوه من الاختصاصيين.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفداً من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة السيد شارل جورج الحاج، وحضور الرئيس الفخري للمؤسسة النائب نعمة افرام.
في مستهل اللقاء، القى السيد الحاج كلمة قال فيها:
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد، مهنئاً المؤسسة المارونية للانتشار رئيساً واعضاء، على النشاطات التي تقوم بها في خدمة الاهداف التي انشئت من اجلها. ثم تطرق الى الواقع الاقتصادي والمالي الصعب الذي تمر به البلاد، ملاحظاً ان ممارسات خاطئة عدة حصلت خلال السنوات الاخيرة اوصلت البلاد الى ما هي عليه حالياً، خصوصاً على الصعيد المالي والتعامل بالدولار، لافتاً الى ان لبنان “يكاد يكون الدولة الوحيدة التي تتعامل داخلياً بعملة اجنبية”.
واعاد رئيس الجمهورية التأكيد على اهمية التحول من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج، بما يحقق نوعا من التوازن في ميزان المدفوعات بعدما زادت نسبة الواردات اخيرا بشكل كبير وبفارق حوالي 12 مليار دولار، ما انعكس شحاً في الداخل واجبر المصارف على اتخاذ مجموعة تدابير بهدف تجنب التعثر والحفاظ على اموال المودعين. واعرب عن امله في ان يسهم تشكيل الحكومة في تعزيز الاجواء الايجابية لا سيما مع الدول الراغبة بمساعدة لبنان، متمنيا ان تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل بما يعزز ثقة الداخل والخارج في آن، التي اكد ان العمل جار لتأليفها من وجوه جديدة من الاختصاصيين.
وشدد الرئيس عون على ان “ما حدث اخيرا على الساحة الداخلية يشكل عبئا كبيرا، وعلينا في المقابل الخروج منه ومن الازمة الاقتصادية الراهنة”، مؤكدا ان الشعب اللبناني الذي ثار اخيرا على الوضع الراهن يتمتع بكل الحق “ولطالما اكدت على هذا الحق ودعوت الشعب الى البقاء في الشارع كي نتمكن من احداث تغيير في ظل عدم القدرة على الاستمرار بالشكل الذي كان سائدا”. واشار الى ان خطة “ماكينزي” الاقتصادية تشكل تصوراً واقعيا لتطوير القطاعات المنتجة في لبنان وبالتالي تأمين فرص عمل وتخفيف الاستيراد، “وسنبدأ فورا بالعمل وفقها”.
قطاع الشباب في التيار الوطني الحر
واستقبل الرئيس عون وفداً من قطاع الشباب في “التيار الوطني الحر” وتحدث باسمه منسق القطاع السيد جهاد سلامة ناقلاً تهنئة القطاع لرئيس الجمهورية بالاعياد. ثم دار حوار بين الرئيس عون واعضاء الوفد تناول التطورات الراهنة محلياً واقليمياً، اضافة الى الاوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة. وقد اكد رئيس الجمهورية للوفد “العمل على الخروج من الازمة الحالية من خلال جملة اجراءات من بينها تشكيل حكومة جديدة تتولى معالجة الاوضاع القائمة وتتجاوب مع توجهات اللبنانيين وتطلعاتهم، لا سيما اولئك الذين نادوا من الساحات باجراء اصلاحات كنا بدأنا بها قبل اشهر، لكن استقالة الحكومة اوقفت العمل”، لافتاً الى ان الاولوية ستكون لتحقيق هذه الاصلاحات بالتعاون مع جميع المعنيين.
وشدد الرئيس عون على ان حملة مكافحة الفساد مستمرة، “لكن زخمها سوف يزداد في الآتي من الايام، خصوصاً ان الاصلاح لا يزال بحاجة الى عمل دؤوب وتصميم ثابت”.
واكد الرئيس عون على دور اللبنانيين المنتشرين في الخارج لجهة دعم وطنهم الام في الدول التي يقيمون فيها.
تعزية الرئيسين الايراني والعراقي
وابرق الرئيس عون الى نظيره الايراني حسن روحاني معزياً ومديناً جريمة اغتيال اللواء قاسم سليماني وصحبه. ومما جاء في البرقية:
“تلقيت بألم نبأ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني ومجموعة من المسؤولين والمرافقين، في توقيت بالغ الدقة في منطقة الشرق الأوسط، وبما يمكن أن يرفع حجم التحديات التي تواجهها دول المنطقة، ومنسوب التوتر والتهديدات الأمنية. في هذه المناسبة الأليمة، أتوجَّه اليكم وإلى الشعب الايراني الصديق بتعزيتي القلبية، مؤكداً إدانة لبنان للجريمة التي أدَّت إلى مقتل اللواء سليماني وصحبه، سائلا الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، ويمنحكم الصحة والحكمة لمواجهة تداعيات هذه الحادثة، وتثبيت الاستقرار والسلام في ربوع بلادكم، وتحقيق الأمن والازدهار لشعبكم.”
كما وجّه الرئيس عون برقية مماثلة الى الرئيس العراقي برهم صالح، معزياً ومديناً الجريمة التي ادت الى اغتيال نائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، “والتي اتت فيما تسعون الى تثبيت الاستقرار في بلادكم، ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والامنية.”
تهنئة بالاعياد
الى ذلك، تلقى الرئيس عون برقيات تهنئة بالاعياد من عدد من الملوك والرؤساء العرب والاجانب. وفي هذا السياق، ابرق ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مهنئاً ومتمنياً لرئيس الجمهورية والشعب اللبناني الازدهار والصحة.
كما ابرق امير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح، سائلاً الله ان “يجعل هذا العام الجديد عام خير على امّتينا العربية والاسلامية والانسانية جمعاء، وان يعم الامن والسلام ويتحقق الرخاء والازدهار لكافة الشعوب الشقيقة والصديقة”.
اما امير قطر تميم بن حمد آل ثاني، فتمنى للرئيس عون الصحة والعافية وللشعب اللبناني التقدم.
وتمنى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “ان يتيح العام الجديد فرصة لتضافر جهودنا من اجل التغلب على التحديات الجسام التي يشهدها عالمنا اليوم للمضي قدماً نحو تحقيق اهداف السلام والاستقرار والتنمية التي نسعى اليها جميعاً”.
وضمّن الرئيس الفلسطيني محمود عباس برقيته، تقدير الفلسطينيين “لمواقف الدعم الاخوي الثابت التي تقفونها في لبنان مع شعبنا ونضاله من اجل نيل حريته واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، الضمانة الاكيدة لتحقيق السلام العادل الذي تتوق اليه شعوب منطقتنا كافة”.
كما تلقى الرئيس عون برقيات تهنئة من الرئيس الايراني حسن روحاني، والرئيس البولوني اندريه دودا.