منذ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثانية، يتردد اسم رجل الأعمال البقاعي المقيم في الكويت وديع العبسي، مرشحا لمنصب نائب رئيس الحكومة اللبنانية ووزيرا للدفاع.
عشية تأليف الرئيس ميقاتي حكومته الثانية في يونيو 2011، قفز اسم العبسي بقوة وشارف بلوغ مراسم التأليف، اذ شكل تقاطعا بين الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والإصلاح وقتذاك العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
إلا أن العبسي زار العماد عون في مقره بالرابية، ثم انتقل الى منزل الرئيس ميقاتي في فردان، حيث صرح بعدم رغبته في التفرغ للعمل الوزاري.
بعدها، طرح اسم العبسي مرتين للتوزير، بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في 31 أكتوبر 2016.
والمرة الثانية، قبل تأليف الرئيس سعد الحريري حكومته الثالثة (حكومة تصريف الأعمال الحالية)، حالت خطوات قليلة دون ورود اسم العبسي في مراسيم التأليف التي يذيعها الأمين العام لمجلس الوزراء، وقيل إن رجل الأعمال الذي يتخذ من الكويت مقرا ثابتا لإقامته غالبية أيام الأسبوع قبل انتقاله الى بيروت من ليل الخميس الى صباح الاثنين، قد اعتذر عن قبول المهمة التي ستوكل اليه، بسبب توسع أعماله في الكويت والرياض وعواصم أخرى، واضطراره البقاء بعيدا من بيروت.
الآن ومع دخول حكومة الرئيس المكلف حسان دياب العد التنازلي لولادتها، عاد اسم العبسي الى التداول بقوة من خلفيات عدة.
السبب الرئيسي ان صداقة متينة تربط بين الرئيس عون والعبسي، فضلا عن أن اسم الأخير يشكل نقطة التقاء خليجية تبدأ من الكويت وتمر في عواصم خليجية عدة.
كذلك تردد في بيروت، ان رجل الأعمال المخضرم، مرشح للعب دور رئيس كتلة الرئيس عون الوزارية في حكومة الرئيس دياب، في ظل ابتعاد صقور أبرزهم رئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل ووزير الدولة سليم جريصاتي ووزير الدفاع إلياس بو صعب.
كما لابد من التوقف عند ما تردد عن تضاؤل حظوظ ابن قضاء مرجعيون شادي مسعد، ما يدفع «الفريق الرئاسي» الى الدفع باسم العبسي الى الواجهة وترشيحه لموقع نائب رئيس الحكومة ووزيرا للدفاع.
وهاتان الحقيبتان تناسبان شخصية العبسي ابن البقاع والطائقة الارثوذوكسية، لحاجة «الفريق الرئاسي» الى تمثيل قوي للبقاع بعد خروج الوزيرين سليم جريصاتي وفادي جريصاتي (كاثوليكيان من قضاء زحلة مسقط رأس العبسي).
وللعبسي علاقات عربية وإقليمية وأميركية قوية، ما يعطي دفعا لحكومة الرئيس دياب، فضلا عن تمتعه بصفة الاختصاص، كونه دأب على الاهتمام بالمؤسسة العسكرية داعما كبيرا لأنشطتها.
والى تعاطيه الشأن العام، فقد ذاع اسم العبسي من البوابة الرياضية داعما لاتحادات عدة أبرزها كرة السلة والكرة الطائرة وكرة الطاولة، ولنواد كبرى بينها الشانفيل والحكمة بيروت وابناء أنيبال زحلة، فضلا عن مساهمته في تشييد مجمعات وقاعات رياضية مسقوفة عدة في مختلف المناطق اللبنانية.
وتمكن الرجل من بناء شبكة علاقات قوية من البوابة الرياضية مع أفرقاء سياسيين يشملون عددا من الاتحادات والنوادي برعايتهم، ما أرخى تفاهمات غير مسبوقة في وسط عانى اضطرابات تخطت حدود الرياضة.
ترشيح قوي لاسم العبسي هذه المرة، واتصالات متقدمة مع رئيس الجمهورية وفريق عمله، ولقاء متوقع في قصر بعبدا وآخر في منزل الرئيس المكلف حسان دياب في تلة الخياط، مع العد التنازلي الأخير لولادة الحكومة.
ويبقى السؤال، هل يتخلص العبسي من صفة المرشح الدائم للتوزير التي لازمته في العقد الحالي، فيرد اسمه في مرسوم التأليف الذي سيذيعه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية؟ الحظوظ «نص نص»، رغم أن قياديا في حركة «أمل» نفى علمه بورود اسم العبسي في التشكيلات المتداولة للحكومة العتيدة.
فهل يكون وديع العبسي «ورقة حاسمة» يطرحها رئيس الجمهورية مع إعداد مرسوم التأليف؟
(الانباء)