بشارة شربل :
للقائلين بإعطاء فرصة لأكاديمي الجامعة الأميركية الموحي بهدوء الطباع، نقول: نحن في قلب الانهيار، ولا وقت للهدايا وطيبة القلب وتجريب الأشخاص.
فالرئيس المكلف الهابط على الأزمة الوطنية الكبرى من حبائل “منظومة الفساد والإفساد” قد يكون مهندساً بارعاً أو أستاذاً جامعياً لامعاً، لكنه لا يناسب مرحلة سقطت فيها الأقنعة وأفلست الدولة وبات المركب يحتاج إلى أمهر قبطان.
وحسَّان دياب الذي يتحضَّر لملء مقام رئاسة الحكومة ليس مستقلاً، كما يدّعي، إلا عن موجبات “الثورة” التي هتفت ضد كل التركيبة السياسية الفاسدة وكل من عَبَر في حكوماتها وبرلماناتها، اللهم إلا من نوادر استثناءات.
قد لا يكون الطامح الى كرسي السراي متورطاً بما يُشين شخصه ويضعه بمنزلة عشرات يفترض ان يخضعوا للمحاكمات لو تجرأ القضاء، لكنه، من خلال سجله في وزارة التربية التي تولاها إثر موقعة “القمصان السود”، ناقص الشفافية وقليل الدراية ومستعد للتغاضي عن المخالفات وللتعاطي مع الأمر الواقع على حساب النظام والانتظام، فلا رفعَ الصوت لإحقاق الحقوق ولا تمسَّكَ باتّباع المعايير والأصول. ولئلا نُتهم بالتجني على الرئيس المكلف لمجرد معارضة من سمَّاه، يكفي مراجعة قراراته الاستنسابية في وزارة التربية وتمريره تراخيص جامعة خاصة غير مستحقة، وطبعه كتاب “إنجازات” يمكن ضمّه الى “روائع المؤلفات” وتنفيذه ملفات سياسية تخص جبران باسيل وعبد الرحيم مراد. وهما أساسيان في تغطية لاميثاقيته السياسية قبل المذهبية، وستكون للأول اليد الطولى في كل ما يتخذه من قرارات، طبعاً بعد برَكة خليلَي “أمل” و”حزب الله”.
هكذا يُقرأ المكتوب من العنوان. فمَن كان وزيراً في وزارة “انقلاب 2011″ لن يتمكن من تبييض سجله التربوي المتواضع على حساب الثورة البيضاء التي أطلقها الشعب في 17 تشرين ونَسَبَ الرئيس المكلف الى نفسه شرف تبني مطالبها، فيما هو اكتفى بالتغريد قبل ان يُشهر سيف التأييد بُعيد انزاله بالمظلات.
حسان دياب. نحترم شخصك. لكنك لست المؤهل اليوم لانقاذ البلاد. و”العهد القوي” اختارك من مقاعد احتياط “8 آذار” لأنه يرفض الاستماع الى مطلب الناس بحكومة مستقلة من الرأس الى الأساس، ولأنه أصيب بضعف المخيلة وارتضى قيد مَن أوصله ويصون له العكاز.
نعرف أن طموحك السياسي يجعلك تصر على “عدم الاعتذار”، لكن تأكد أن الذي كلَّفك سينفذ مآربه سواء بإرادتك أم من خلف ظهرك، وسيتغرغر بك قبل أن يلفظك عند أول خطر يحدق به أو أبسط استحقاق.